سياسة دولية

خط زمني لأبرز محطات الانقلاب الفاشل في تركيا

بدأ الانقلاب بالانهيار مع دعوة أردوغان الشعب إلى النزول للشوارع- عربي12
بدأ الانقلاب بالانهيار مع دعوة أردوغان الشعب إلى النزول للشوارع- عربي12
لم تستمر محاولة الانقلاب في تركيا أكثر من مجرد ساعات، بدأت بمحاولات السيطرة على النقاط الرئيسة، وتخللتها اشتباكات، وانتهت سريعا عندما سيطر الشعب على الشوارع واستعاد سيطرته وحمى ديمقراطيته.

رصدت صحيفة "صنداي تايمز"  الأحداث بالساعات، في تقرير لها، ترجمته "عربي21"..

10:30- إغلاق الدروب

بدأت محاولة الانقلاب بإغلاق جسري "البوسفور" و"محمد" الفاتح" اللذين يصلان الشقين الآسيوي والأوروبي لمدينة إسطنبول، وحاصرت الدبابات مطار أتاتورك في إسطنبول بشكل مفاجئ، في الوقت الذي كان فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يقضي إجازة في مرمريس.

في الوقت نفسه، حاول المنقلبون السيطرة على العاصمة أنقرة، وأكبر المدن التركية إسطنبول إذ نزلوا إلى الشوارع وحاصروا المباني الرئيسة، وظهروا في النقاط الرئيسة، مثل ساحة "تقسيم"، وأعلن المنقلبون عبر القناة التركية الرسمية، البيان الأول بأنهم "سيطروا على البلاد لاستعادة الديمقراطية".

بدأت مقاتلات الـ"F-16" باختراق جدار الصوت، محدثة أصواتا أشبه بالانفجارات، كما أنها حصلت اشتباكات، قتل فيها ضحايا، حول عدة نقاط رئيسة، أبرزها قيادة الأركان في أنقرة، ومبنى الأمنيات في الفاتح، في إسطنبول.

وقالت "التايمز" إن هناك أنباء عن أن المدنيين تم إبعادهم باستخدام المروحيات المقاتلة، وتعرض مبنى البرلمان ومباني الحكومة لأضرار كبيرة بفعل الغارات الجوية، بالإضافة إلى انهيار مكتب رئيس الوزراء بانفجار.

قال الإعلام التركي إن المخططين كانوا بقيادة محرم كوز، الضابط الذي جرد من رتبته مع ضباط آخرين، منهم إردال أوزتورك، قائد الجيش الثالث، وجميعهم اتهموا بالخيانة، وكان غالبهم من أصحاب الرتب المتوسطة.

اقرأ أيضا: هؤلاء هم قادة الانقلاب الفاشل في تركيا (صور)

منتصف الليل: نقطة العودة

حصلت نقطة العودة وانقلاب الميزان بعد منتصف الليل تقريبا، عندما ظهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عبر برنامج "Facetime"، أثناء عودته إلى إسطنبول/ ووجه رسالة، عبر قناة تركية، للشعب التركي لمواجهة الانقلاب.

بدأت المساجد حينها بالأذان وحث الناس على النزول إلى الشوارع لحماية البلاد.

الثانية فجرا: انهيار الانقلاب

في حدود الساعة الثانية فجرا، بدأ الانقلاب بالانهيار، حيث نزلت الحشود استجابة لدعوة الرئيس أردوغان، في مناطق سيطرة الجنود، وكان أشهر مشاهدها الذي تختصره صرخات المئات بالتكبير في وجه الجنود الذين كانوا للحظات يقفون بثقة أمام النصب الرئيس في ساحة تقسيم.

بدأ الجنود يطلقون الرصاص في الجو لتفريق الحشود، لكنهم لم يستطيعوا الوقوف في وجهها، وبدأ الشباب يستعيدون النقاط الرئيسة ويعتقلون الجنود، الذين كان أغلبهم شبانا، وتلقى بعضهم أخبارا بأنهم في مهمة تدريبية.

حاول المنقلبون السيطرة على مجموعة "سي إن إن" التركية الإعلامية، التي بثت مكالمة أردوغان، لكن الهجوم فشل عندما منع الصحفيون والمواطنون الجيش من السيطرة عليها.

لاحقا، أظهرت بعض الصور جنودا يستسلمون ويجبرون على الصعود إلى شاحنة، بعدما أوقفتهم وهاجمتهم الحشود المؤيدة للحكومة. وأظهرت صور أخرى جنديا داميا بعدما تعرض للهجوم.

الرابعة فجرا: خطاب الانتصار

في تمام ساعة الرابعة، وصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى مطار أتاتورك في إسطنبول، و"تعهد المنقلبين بدفع ثمن غالٍ لخيانتهم".

اتهم أردوغان في خطابه زعيم "جماعة الخدمة"، المعروفة بـ"الجماعة"، فتح الله غولن، و"الكيان الموازي" داخل مؤسسات الدولة بالوقوف وراء الانقلاب، كما أنه هاجم "الدول التي تدعم غولن"، معتبرا إياها "ليست صديقة لتركيا"، في إشارة إلى أمريكا التي تضمه هناك.

النتائج

قالت الحكومة إن 265 شخصا بالمجموع، قتلوا، من بينهم 104 من مخططي الانقلاب، ومجموعة من رجال الشرطة والمدنيين، وأصيب 1440 شخصا.

في المقابل، اعتقلت الحكومة التركية 2839 عنصرا في الجيش، وجردت الضباط الكبار من رتبهم، بالإضافة لعزل 2745 قاضيا اتهمتهم بالضلوع في الانقلاب.

لماذا فشل؟

وناقشت صحيفة "التايمز" البريطانية أسباب فشل الانقلاب، الذي قالت إن الذين قاموا هم حركة أقلية داخل الجيش تسمي نفسها "السلام في الوطن".

وقال المحللون إن الانقلاب الذي فشل في تركيا، التي شهدت أربعة انقلابات ناجحة سابقة، لم يكن أحد يريده باستثناء المخططين، فقد خرجت كل أحزاب المعارضة، خلال ساعات وأدانت الانقلاب.

بالإضافة إلى ذلك، يلقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان شعبية كبيرة، ممثلة بنصف الأتراك تقريبا، بالإضافة لدعم دولي كان واضحا ببيانات رسمية تدعمه.

واختتمت الصحيفة تقريرها بتصريح لمدرب رياضي، اسمه مراد، شارك في مظاهرات ضد الحكومة عام 2013، قائلا: "كيف يمكن ذلك؟ ماذا حصل لوطني؟"، مضيفا بقوله: "هذه ليست العراق، ونحن لا نريد أشياء كهذه، فنحن نعيش في ديمقراطية".
التعليقات (0)