"زيكو وشريكو" مسلسل كوميدي بنكهة اللجوء بمخيم الزعتري بالأردن

لم تقف الصحراء ورمالها وشمسها الحارقة؛ عائقا أمام الشباب السوري في المخيمات، حيث شارك مجموعة من الشباب في مخيم الزعتري بالأردن، بعضهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، بتصوير مسلسل يحكي قصة اللجوء بقالب كوميدي تراجيدي، يحاكي الواقع الذي يعيشه الإنسان، من مواقف وأحداث مثيرة تمر في حياته اليومية.

أحمد حرب، لاجئ سوري من ذوي التحديات الخاصة ممثل ومخرج المسلسل، قال في حديثه لـ"عربي21" إن "زيكو وشريكو" هو مسلسل كوميدي، "وأنا أعتبره تطورا من التمثيل على خشبة المسرح إلى مسلسل تلفزيوني تحوّل بشكل نوعي في حياتي، فهذه التجربة ليست سهلة بالطبع، ولكن بالإصرار والتصميم والإرادة يتحقق الهدف المراد"، كما يقول.

وتابع حرب: "بدأت التمثيل في سوريا على المسرح المدرسي، ومن ثم المسرح الجامعي، وكانت لي عدة مشاركات كممثل ثم كمساعد مخرج، وكنا نعمل في فرقة الأمل المسرحية لذوي التحديات الخاصة كوني منهم، وكان الفريق مؤلفا من عدة محافظات سورية".

وأضاف: "إن عدم تسليط الضوء علينا كان هو سبب عدم الاستمرار (..) حتى وصلت إلى مخيم الزعتري في الأردن، فأتيحت لي الفرصة بشكل كبير في لجنة سوريا الغد الفنية وعملت فيها كممثل ومساعد مخرح".

ونوه في حديثه إلى دور الإعلام من خلال تسليط الضوء على فريق التمثيل بشكل مباشر، ما دفعه للاستمرار والاتجاه لإخراج عمل تلفزيوني.

وقال حرب: "زادني الإعلام شجاعة وقوة، عندما بدأ الإعلاميون بتصوير الكواليس"، معتبرا أن الاهتمام بدا واضحا، ليس كما كان الوضع في سوريا في الزمن الماضي من تهميش، وعدم القدرة على إبراز الإمكانيات والمهارات، حيث كان الفن حكرا على فئات معينة، وفق قوله.

وبينما يشير إلى الإمكانيات البسيطة والمتواضعة التي صنعت من الأشياء المستخدمة في المخيم، يلفت إلى تعاون منظمة الإغاثة والتنمية الدولية مع الفرقة.

ومن جهته، قال صفوان حرب، كاتب المسلسل وصاحب الفكرة والسيناريو، إن فكرة مسلسل "زيكو وشريكو" جاءت من صميم معاناة اللاجئين السوريين بشكل خاص، والمجتمع السوري بشكل عام، فهو يهدف إلى تسليط الضوء على هذه المعاناة والمشاكل ومحاولة لفت الانتباه للحد منها.

وتابع لـ"عربي21": "بدأنا بعرض المسلسل في البداية على شكل سكتشات (مقاطع) مسرحية، ومن ثم تطورت الفكرة لدي حتى أصبحت تصور الآن كمسلسل، بهدف الوصول لكافة شرائح المجتمع داخل مخيم الزعتري وخارجه وللعالم أجمع".

وأوضح أن المسلسل عبارة عن سلسلة حلقات قصيرة، في كل حلقة يتم تسليط الضوء على قضية أو مشكلة معينة، لافتا إلى وجود العديد من القضايا التي يتم طرحها بطريقة كوميديه هادفة، مثل الزواج المبكر، والبطالة، والسرقة، وانحراف الأبناء بسبب إهمال الأهل والأصدقاء السوء.

من جانبه، قال الشاب أحمد قطيش، أحد الممثلين في المسلسل: "هذه هي التجربة الأولى لي في التمثيل، وكانت من خلال الفريق الذي انضممت إليه كمتطوع في المخيم (فريق سوريا الغد الفني)، فهم دربوني حتى أصبح لدي القدرة على التمثيل والوقوف على خشبة المسرح، والقيام بأدوار مسرحية متنوعة، بالإضافة إلى مشاركتي في التمثيل التلفزيوني بمسلسل زيكو وشريكو".

ويضيف لـ"عربي21": "تجربة التمثيل كانت بالنسبة له جميلة ومهمة لم أكتشفها بنفسي في سوريا فظهرت في المخيم، وعندما أعود إلى سوريا سأقدم ما تعلمته من مواهب ومعرفة في مجال الفن والتمثيل المسرحي والتلفزيوني"، كما يقول.