مع دخول فصل الصيف؛ تتضاعف معاناة الأسرى
الفلسطينيين في
سجون الاحتلال
الإسرائيلي، في واقع متجدد يفتقد معه الأسير النوم والراحة، والصحة أحيانا، بسبب انتشار الحشرات التي تؤدي إلى العديد من الأمراض.
وأفاد نادي الأسير الفلسطيني في العديد من البيانات، بأن الأسيرات في سجن "هشارون" والبالغ عددهن 42 أسيرة؛ اشتكين من الانتشار الكبير للصراصير داخل القسم الذي يقبعن فيه.
وقال الأسير المحرر هلال أبو طه (39 عاما) الذي أفرج عنه من سجون الاحتلال في آذار/ مارس الماضي، إن الأسرى في سجون الاحتلال، وخاصة سجن رامون الذي تحيط به برك المجاري المكشوفة "يضطرون مع ارتفاع درجات الحرارة الشديدة؛ إلى تغطية أجسادهم بالبطاطين، هربا من قرصات البعوض والحشرات المنتشرة بكثافة".
وأضاف لـ"
عربي21" أن "حشرة البعوض هناك غير طبيعية، حيث تسبب قرصتها ألما شديدا يمتد لساعات"، لافتا إلى أن الأسرى كانوا "يغلقون إنارة الغرف في النهار؛ كي لا يتجمع حولها الذباب".
وأوضح أن هناك حشرة سامة يقال لها "بعوضة أريحا" تتسبب قرصتها "الغريبة، بتآكل سريع في جسد الأسير، وعمل حفرة ممتدة قد يصل عمقها إلى 3 سم". وقال: "تشعر في سجون الاحتلال بأنك فأر تجارب".
مبيد حشري غير فعال
وأشار أبو طه، الذي أمضي 12 عاما وهو يتنقل بين سجون الاحتلال المختلفة، إلى أن الأسرى في سجن عسقلان "كانوا يتسابقون أيهم يستطيع أن يقتل أكبر عدد من الصراصير، التي كانت تنتشر على جدران الغرفة، وتعشق السير فوق أواني الطبخ".
ويستذكر الأسير السابق أنه في شهر رمضان 2013 "وقعت في سجن النقب حشرة مجهولة وغريبة -تشبه العقرب- على رأس أسير فلسطيني كان يقيم الليل، وتسببت بفزع الأسرى؛ بسبب عدم مقدرة أطباء السجن على التعرف عليها".
وأكد أبو طه أن إدارة السجون تقوم بعد احتجاج الأسرى برش الغرف بمبيد حشري "غير فعال"، موضحا أن استجابة الاحتلال للأسرى تكون فقط بمثابة "حقنة بنج، دون أدنى نتيجة في القضاء على الصراصير المنشرة في كل الغرف، حتى أصبح بيننا وبين الحشرات عشرة عمر" على حد تعبيره، علما بأن مساحة الغرفة تبلغ نحو 24 مترا مربعا، يوجد بداخلها حمام، ويقيم فيها من ثمانية إلى عشرة أشخاص.
غياب أجهزة التبريد
من جانبها؛ أكدت الناشطة في مجال الأسرى، أمينة الطويل، أن معاناة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال "تتضاعف في فصل الصيف؛ بما يرافقه من ارتفاع درجات الحرارة، وانعدام التهوية، وانتشار الروائح الكريهة داخل الغرف، التي تطل نافذتها الصغيرة جدا على مكبات النفايات في معظم السجون، وهو ما يوفر بيئة صالحة لنمو مختلف أنواع الحشرات وتكاثرها".
وأوضحت لـ"
عربي21" أنه "بسبب غياب أجهزة التبريد، ومواد التنظيف، والمبيدات الحشرية؛ فإن حشرات ضارة تغزو غرف الأسرى، وتتسبب بنقل الأمراض المعدية بينهم، مع عدم توفير الأدوية اللازمة للعلاج"، مؤكدة أن "نحو 40 بالمئة من الأسرى يعانون من أمراض جلدية في الصيف بسبب الحشرات".
ولفتت الطويل إلى أن سلطات الاحتلال "تتعمد أحيانا قطع المياه، مما يجبر الأسرى على اقتصارهم في استخدامها على الاحتياجات الخاصة، كالأكل والاستحمام، وهو ما لا يمكنهم من استخدامها لتنظيف غرفهم"، مشيرة إلى أن إدارة السجون "تؤخر إحضار مواد التنظيف كسياسة عقاب جماعي بحق الأسرى".
وذكرت أن "أكثر الأسرى معاناة؛ هم القابعون في زنازين العزل الانفرادي؛ لأنها مثل الكهف بلا نافذة"، مؤكدة أنه "عثر على جرذان كبيرة داخل غرف الأسيرات، ما تسبب بعضّ إحداهن".
وأوضحت أن الأسرى "لا يتمكنون من النوم ليلا؛ بسبب كثرة انتشار البعوض والصراصير وغيرها من الحشرات الضارة"، مبينة أن "العديد من الأسرى أصيبوا بلدغات من حشرات غير معروفة؛ تسببت لهم بأمراض مجهولة فشل أطباء الاحتلال في تشخيصها".
وقالت الطويل: "في كل عام؛ يتم العثور على أفاعٍ سامة داخل السجون، وتحديدا في سجن النقب الصحراوي الذي يحتوي على ثلاثة أقسام خيام مفتوحة".