امتنعت دولة
الإمارات عن إرسال تهنئة للرئيس
اليمني عبد ربه منصور
هادي بعيد
الوحدة اليمنية السادس والعشرين، خلافا لما قامت به دول الخليج الأخرى، إذ أرسل العاهل السعودي وولي العهد وولي ولي العهد رسالة للرئيس هادي بهذه المناسبة، وهو الأمر الذي فعله أيضا أمير قطر ونائبه ورئيس وزرائه، كما أرسل أمير الكويت رسالة مماثلة لهادي.
ويرى مراقبون أن إرسال السعودية ثلاث برقيات لتهنئة هادي بعيد الوحدة لا يخلو من دلالات ورسائل لأطراف دولية وإقليمية، من بينها دولة الإمارات، في الوقت الذي كانت فيها قوى جنوبية تجهز لإحياء ذكرى الوحدة على طريقتها، من خلال المطالبة بالانفصال، بالتزامن مع تصريحات لقادة من الحراك الجنوبي حول نيتهم إعلان فك الارتباط في اليوم ذاته الذي أرسلت فيه السعودية التهاني.
وأثار امتناع الإمارات عن تهنئة هادي بعيد الوحدة، خلافا للسعودية ودول خليجية أخرى، تساؤلات كبيرة، خصوصا أن أبو ظبي تعد اللاعب الأبرز في الجنوب، لا سيما في عدن والمكلا وحضرموت، كما أنها سعت لتعزيز نفوذها في مناطق أخرى، مثل جزيرة سقطرى، وهو ما دفع مراقبين للتساؤل عن امتناع الدولة الأكثر حضورا في الجنوب عن إرسال تهنئة بمناسبة تحمل دلالات مهمة في ظل الصراع القائم باليمن، في ظل اتهامات للإمارات بإذكاء النزعات الانفصالية للجنوب.
وقال إعلامي يمني لـ"
عربي21" إن الإمارات أرادت توجيه رسالة من هذا الموقف لكل من الرئيس اليمني، ولحلفائها في عاصفة الحزم، وعلى رأسهم السعودية، مفادها "أن أبو ظبي لا تشاطر هذه الدول رأيها بخصوص الوحدة اليمنية، وأنها ستتابع سعيها لتحقيق انفصال الجنوب والاستئثار بالنفوذ به بعيدا عن التوافق الخليجي"، حسب قوله.
ويأتي هذا الموقف الإماراتي خلافا للسياسة المعلنة للرئيس هادي، الذي أكد في خطابه بمناسبة الوحدة على أن "لا بديل عن اليمن الاتحادي غير الفوضى".
ويذكر أن امتناع الإمارات عن إرسال تهنئة بعيد الوحدة للرئيس هادي جاء بعد فترة وجيزة من حملة شرسة شنها نائب عام مدير شرطة دبي ضد من أسماهم "الشماليين"، حيث أنكر في مجموعة تغريدات على موقع "تويتر" أن يكون اليمن أصل العرب، ودعا "كل العرب أن ينصفوا الجنوب وألّا يبقوه في أيدي قوة غاشمة"، معتبرا أن الوحدة أصبحت "وحلة وفشلة وجرائم حرب وسفك دماء"، بحسب وصفه.
وأضاف خلفات في تغريداته أن "الشعب الجنوبي يملك حق التصويت على الانفصال ليستقل"، ودعا الله "أن ينصف الجنوب وينال حقه الشرعي في العودة إلى دولته المستقلة"، مضيفا: "لا للوحدة بالقوة"، على حد قوله.
وربط الإعلامي اليمني، الذي فضل عدم ذكر هويته، بين تغريدات خلفان حول الانفصال وبين امتناع بلاده عن تهنئة الرئيس اليمني بعيد الوحدة، وأكد أن "خلفان لا يمكن أن يتحدث بالسياسة الخارجية دون التنسيق مع سلطات بلاده"، مشيرا إلى "أن هذه التصريحات والمواقف تؤكد أن الإمارات ماضية في مشروعها لدعم انفصال الجنوب، ما يمثل خطرا على اليمن والمنطقة كلها"، حسب قوله.
وكانت جهات مسؤولة وأجهزة أمنية في محافظة عدن رحّلت أبناء تعز والمحافظات الجنوبية قبل أقل من أسبوعين من المحافظة، في خطوة رأى فيها الإعلامي اليمني "سياسة مدعومة من أبو ظبي التي تمتلك نفوذا واسعة في عدن"، وقد شجب الرئيس هادي هذه الإجراءات التي وصفها "بالعنصرية،" وطالب بوقفها، كما شجبها أيضا رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر، ووزير الخارجية عبد الملك المخلافي.
وقالت مصادر يمنية إن المسؤولين اليمنيين يرون في عمليات تهجير المواطنين "الشماليين" من محافظة عدن ومدن الجنوب الأخرى جزءا "من مخطط يهدف لتسريع انفصال الجنوب عن اليمن" بدعم إماراتي، خصوصا أن الأخيرة رعت لقاءات لمسؤولين جنوبيين سابقين جرت في أبو ظبي، شارك فيها نائب الرئيس السابق علي سالم البيض، ورئيس الوزراء السابق حيدر أبو بكر العطاس، ووزير الدفاع السابق هيثم قاسم طاهر، وقد تبنت هذه اللقاءات دعوات للانفصال.
وبحسب المصادر، فإن الخلافات بين هادي والإمارات لم تعد تقتصر على قرارات هادي بإقالة نائبه "خالد بحاح" المقرب من أبو ظبي وتعيين اللواء علي محسن الأحمر"، بل إن الأمر يتعدى ذلك الآن إلى خلافات على قضايا استراتيجية ومصيرية؛ بسبب تعزيز شكوك هادي بوجود رغبة إماراتية بدعم الانفصال وتسريع وتيرته.