فاز ألكسندر
فان دير بيلين المرشح المستقل، وزعيم
حزب الخضر النمساوي سابقا، في
الانتخابات الرئاسية بفارق طفيف، فيما أقر مرشح
اليمين المتطرف نوربرت هوفر بهزيمته.
انتصار المرشح المستقل، ألكسندر فان دير بيلين، جاء بعد تحقيقه تقدما طفيفا بلغ 50.03 في المائة متقدما على مرشح حزب الحرية بـ 0.6 في المائة، حيث حصل هوفر على 49.07.
وأعلن وزير الداخلية النمساوي فولفجانج سوبوتكا الاثنين في فيينا عن النتيجة عقب الانتهاء من فرز أصوات الناخبين المغتربين.
وقالت صحف نمساوية، وهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي)، اليوم الاثنين، إن "المرشح المستقل ألكسندر فان دير بيلين فاز في انتخابات
الرئاسة النمساوية على مرشح حزب الحرية نوربرت هوفر".
من جهته أعلن مرشح اليمين المتطرف نوربرت هوفر على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" عن هزيمته في الانتخابات الرئاسية النمساوية أمام المدافع عن البيئة ألكسندر فان دير بيلين، بعد الدورة الثانية التي حبست الأنفاس.
وكتب هوفر في رسالة على حسابه في "فيسبوك" بعيد الساعة 14،00 بتوقيت غرينيتش: "أصدقائي الأعزاء! أشكر لكم دعمكم إياي. بالتأكيد، أشعر بالحزن اليوم".
وقد تصدر أستاذ الجامعة ألكسندر فان دير بيلين قائمة الشخصيات المرشحة لدخول سباق انتخابات رئاسة جمهورية
النمسا قبل إجرائها بأشهر.
انقلاب البريد
كان هوفر متقدما بأكثر من 144 ألف صوت الأحد بعد فرز صناديق الاقتراع في الجولة الثانية.
وبعد فرز أصوات الذين انتخبوا عبر المراسلة، تبين أن فان دير بيلين البالغ من العمر 72 عاما حاز على 50،3% من الأصوات، متقدما بـ 31،026 صوتا على منافسه هوفر الذي جمع 49،7%.
لكن التصويت عبر البريد، العقدة التاريخية لليمين المتطرف، أعاد التوازن لصالح مرشح "البيئة" في ختام انتخابات حبست الأنفاس.
وطلب قرابة 900 ألف شخص أو 14% من الناخبين، التصويت عن طريق المراسلة في عملية الاقتراع التي تابعتها أوروبا عن كثب وسط تصاعد النزعة الشعبوية.
النتائج
ويمثل فوز فان دير بيلين (72 عاما) الأستاذ الجامعي السابق، الذي يميل إلى التيارات الليبرالية والوسطية، برئاسة النمسا للمرة الأولى انتصارا لأحد أنصار البيئة.
وقد تصدر هوفر بفارق كبير في الدورة الأولى من خلال حصوله على 35% من الأصوات، مسجلا أفضل نتيجة في انتخابات وطنية لحزبه، حزب الحرية، وحصل فان دير بيلين على 21% من الأصوات.
وعلى غرار ما حصل في الدورة الأولى، حصل هوفر على أكثرية أصوات الناخبين الذكور (54%)، وعلى (58%) من أصوات غير الحاصلين على دبلوم الدرجة الثانية، وعلى أصوات في مناطق ريفية. وتمكن فان دير بيلين من اجتذاب الناخبين الشبان (56%) والذين تفوق أعمارهم 50 عاما.
كذلك ذهب القسم الأكبر من أصوات العمال إلى نوربرت هوفر (71%).
الهوة
قال فلوريان أوبرهوبر من معهد "سورا" إنه لا يمكن الحديث بالنسبة للفئات الأخرى عن "هوة اجتماعية، لأن الفوارق بسيطة بين الأصوات".
واعتبر الخبير السياسي في تصريحات للصحافة، أن "الهوة الأساسية هي على الصعيد السياسي، حول مسائل مثل الاتحاد الأوروبي واللاجئين والثقة في النظام".
فأزمة اللاجئين التي شهدت تقديم 90 ألف شخص اللجوء إلى النمسا في 2015، أي أكثر من 1% من عدد سكانها، اضطلعت بدور كبير في الحملة.
الأحزاب التقليدية
ومني الحزبان الاشتراكي الديموقراطي والمحافظ اللذان يتوليان الحكم منذ الحرب العالمية الثانية، بهزيمة تاريخية في الدورة الأولى، واستقال المستشار فرنر فايمن بين الدورتين وحل محله رئيس الشركة الوطنية للسكك الحديد كريستيان كيرن.
وأعرب رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر عن تخوفه من تنامي قوة اليمين وفوز اليمين المتطرف في النمسا، إلا أن الجبهة الوطنية في فرنسا رحبت بهذه الإمكانية.
ودعي حوالي 4.6 ملايين ناخب إلى اختيار خلف للاشتراكي الديموقراطي هاينز فيشر.
وسيتسلم الرئيس الجديد مهام منصبه في الثامن من تموز/يوليو.