اغتال
جيش النخبة الحضرمي، المدعوم من
الإمارات، قياديا بارزا في
المقاومة الشعبية، عقب اختطافه قبل أربعة أيام، من منزله في منطقة بويش بمدينة المكلا، كبرى مدن حضرموت شرق اليمن.
وأفادت مصادر متطابقة لـ"
عربي21" بأن القيادي في مقاومة
شبوة، محمد عوض
بارحمة، تمت تصفيته وإيداع جثته في ثلاجة مستشفى "ابن سيناء" بالمكلا من قبل ما يسمى "جيش النخبة الحضرمي" التابع للمنطقة العسكرية الثانية بحضرموت، بعد مداهمة منزله الجمعة الماضية، واختطافه مع اثنين من أشقائه، اللذين مازال مصيرهما مجهولا.
وألمحت مصادر من المقاومة لـ"
عربي21" إلى ضلوع الفصائل المدعومة من الإمارات في المكلا، في التنسيق والتخطيط للحملات الأخيرة التي شهدتها المدينة منذ انسحاب عناصر القاعدة منها في نيسان/أبريل الماضي، وكان آخرها العملية التي طالت محمد عوض بارحمة.
من جانبه، قال القيادي في الحراك الوطني الجنوبي، سالم العولقي، إن القيادي بارحمة، تم القبض عليه مع اثنين من أخويه، ومصادرة السيارات التابعة لهم، قبل أن يتم العثور على جثته وعليها آثار التعذيب، في مستشفى ابن سيناء.
وأضاف العولقي في تدوينات على حسابه بـ"تويتر" أن محمد بارحمة، قيادي في مقاومة شبوة، تشهد له بلدة بيحان التابعة لها، فضلا عن محافظة مأرب شمال شرق البلاد.
وتساءل القيادي في الحراك الوطني الجنوبي عن "الجهة التي أعطت الحق لقوات النخبة باقتحام منزل الرجل، واقتياده بطريقة مهينه، وما أعقبه من تعذيبه وتصفيته".
الجدير ذكره أن القيادي بارحمة عمل منسقا للمنطقة العسكرية الثالثة، ومقرها في مأرب، مع مستشفيات مدينة المكلا، لعلاج المصابين من جنودها وعناصر المقاومة، قبل التدخل العسكري للتحالف العربي بقيادة السعودية، كما تولى مؤخرا، عملية التنسيق بين المستشفيات نفسها ومقاومة بيحان على أطراف محافظة شبوة، التي تقاتل الحوثيين وقوات علي عبدالله صالح هناك منذ أشهر.
وتشكلت قوات النخبة الحضرمية، قبل العملية البرية الأخيرة ضد تنظيم القاعدة في المكلا، حيث تلقت هذه الوحدة تدريبات عسكرية على أيدي القوات الإماراتية في معسكر يقع على الحدود مع السعودية.
وبدأت الأصوات تتعالى في المكلا، رفضا للإجراءات التي تقوم بها هذه القوة بإيعاز من القوات الإماراتية، ضد نشطاء وعلماء دين في المدينة، بذريعة مكافحة الإرهاب. فقد تم اختطاف الداعية السلفي البارز عبدالله اليزيدي، أحد علماء حضرموت ورئيس جمعية الإحسان السلفية، والداعية أحمد بن علي برعود، خطيب جامع الفرقان ببلدة الشحر في حضرموت.
نعي المقاومة
وأصدرت المقاومة الشعبية في محافظة شبوة بيان نعي لقائدها بارحمة، اعتبرت فيه "رحيله فاجعة كبيرة وخسارة للمقاومة في محافظة شبوة، وتستنكر جريمة
اغتياله أثناء اعتقاله، والتي تعد جريمة تتنافى مع أبسط حقوق الإنسان وعملا خارج إطار القانون بعد مداهمة منزله من قبل قوات الجيش والأمن دون مراعاة لحرمة المنازل عصر يوم الجمعة 13/5/2016م واعتقاله واثنين من أشقائه واقتيادهم إلى جهة مجهولة والعثور على جثته صباح اليوم الاثنين 16/5/2016م في مستشفى ابن سيناء وعليها آثار التعذيب".
وتابعت المقاومة الشعبية بشبوة: "لقد استشهد وهو قيد الإخفاء القسري في سجون الأجهزة الأمنية والعسكرية بساحل حضرموت، وتعتبر المقاومة هذه الجريمة استهدافا لعناصرها وتصفيتهم نتيجة مقاومتهم للمليشيات الانقلابية وتعدها جريمة لا تسقط بالتقادم".
وحملت المقاومة الشعبية "السلطة المحلية بحضرموت ممثلة بمحافظ المحافظة وقائد المنطقة العسكرية الثانية ومدير الأمن بالساحل مسؤولية مقتل الشهيد البطل محمد عوض بارحمة، ونطالب بسرعة التحقيق في هذه الجريمة النكراء وإظهار الحقيقة للرأي العام وتقديم الجناة إلى القضاء لينالوا الجزاء العادل جراء جريمتهم الشنعاء".
وطالبت "بسرعة الكشف عن مصير شقيقي الشهيد عيدروس ووليد عوض بارحمة وإطلاق سراحهما فورا مع رد الاعتبار لهما وإعادة كافة ممتلكاتهما المصادرة".
وأعلنت أن "مثل هذه الأعمال الإجرامية والجهات التي تقف خلفها تعمل على تمزيق النسيج الاجتماعي بإقليم حضرموت وتخدم المليشيات الانقلابية".