عقدت
أحزاب إسلامية مغاربية، الخميس، مبادرة لإعادة إحياء
الاتحاد المغاربي، الذي قالت إنه يعاني من "موت سريري" منذ تأسيسه عام 1989.
وجاء ذلك خلال انعقاد "الملتقى المغاربي للأحزاب الوسطية" بالجزائر العاصمة، بدعوة من حركة مجتمع السلم (أكبر حزب إسلامي في الجزائر)، ومشاركة أحزاب العدالة والتنمية من المغرب، وحركة العدالة والبناء من ليبيا، و"التواصل" من موريتانيا، وحركة
النهضة التونسية، وأحزاب جزائرية في مقدمتها حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم.
وقال رئيس حركة مجتمع السلم الجزائرية عبد الرزاق مقري، في كلمته خلال الملتقى، إن الاتحاد المغاربي في حالة "موت سريري"، ولم يتحقق منه سوى "تأسيس مؤسسات رسمية و30 اتفاقية مجمّدة في مجالات مختلفة"، مرجعا تلك المشكلة إلى عدم اجتماع هيئة الرؤساء (القادة) منذ العام 1994.
وأوضح مقري أن الهدف من وراء الملتقى "المحافظة على هذا الحلم (الاتحاد المغاربي) وتفعيله بالتدرج"، وقال: "نحن أحزاب متقاربة فكريا، اجتمعت اليوم، لكن المبادرة مفتوحة للجميع، لتحريك المشروع شعبيا".
وقال القيادي في حركة النهضة التونسية أسعد الجوهري، إن "الأحزاب المغاربية لا بد أن تساعد في حل بعض المشاكل، لكن دون أن تحل محل الدولة، لقد آن الأوان لتفعيل الاتحاد المغاربي، من خلال تنمية الدبلوماسية الشعبية وبناء مواقف مشتركة، وتطوير القواسم المشتركة بين الشعوب المغاربية".
وأعرب نائب رئيس حزب التواصل الموريتاني السالك سيد محمود، عن تمنياته في أن يكون الملتقى "نقطة انطلاقة للتنسيق بين الأحزاب الوسطية في المنطقة المغاربية"، وأضاف: "هناك ضرورة لكي نجمع جهودنا لقيادة بلداننا إلى بر الأمان، في ظل التكالب من الغزاة والغلاة"، في إشارة إلى الفكر المتطرف والتدخلات الخارجية، وفق تعبيره.
وشدد عضو حزب العدالة والتنمية المغربي محمد زويتين، على أن الشعوب المغاربية لديها تاريخ مشترك وتواجهها تحديات مشتركة، وأنه "لا بد من بناء مجتمع مغاربي تسوده التنمية والازدهار".
وتابع زويتين: "لا بد من خلق فضاءات للتشاور والاستجابة لتطلعات الشعوب المغاربية، سيما وأننا لا زلنا نشهد مرحلة ما سمي بالربيع العربي".
من جانبه، طالب ناصر مطروح، القيادي في حزب العدالة والبناء من ليبيا، بتفعيل الاتحاد المغاربي "لأننا في زمن التكتلات والاتحاد"، مشيرا إلى أن المبادرة ستكون مقدمة للتنسيق الرسمي، لأنها تعكس آمال الشعوب "التي يعبر عنها ممثلوهم ولا تفرض من فوق".
وأشار مدير الملتقى زين الدين طبال، في كلمته إلى أن اجتماعات ولقاءات أخرى ستعقب اللقاء الحالي مستقبلا، دون تحديد موعدها.
وتأسس اتحاد المغرب العربي، في 17 شباط/ فبراير 1989 بمدينة مراكش بالمملكة المغربية، ويتألف الاتحاد من خمس دول، تمثل في مجملها الجزء الغربي من العالم العربي، وهي ليبيا، وتونس، والجزائر، والمغرب، وموريتانيا، إلا أن الاتحاد المذكور، ظل في حالة شلل بسبب الخلافات بين أعضائه، كما يرى مراقبون.