تحذيرات في إسرائيل: جيشنا يتحول إلى مليشيا

حذّر معلقون كبار في تل أبيب من مغبة تحوّل الجيش الإسرائيلي إلى مليشيا، بسبب تعاظم تأثير اليمين عليه، ونتاج زيادة نسبة تمثيل المتدينين داخله.

وقال المعلّق العسكري، ران إيدليست، إن الحكومة الأكثر يمينية التي تدير مقاليد الأمور حاليا في إسرائيل، تريد أن "تفرض على الجيش عقلية تشبه العقلية التي يحتكم إليها قادة العصابات في القوقاز".

وفي مقال له في صحيفة "معاريف"، نشره الاثنين، نوّه إيدليست إلى أن استنفار نخب اليمين الديني والعلماني، ومن بينهم معظم الوزراء والنواب في الائتلاف الحاكم، لدعم الجندي الذي أعدم فتى فلسطينيا جريحا في الخليل، تدلل على أن اليمين "يريد إضفاء شرعية على جرائم جنائية يرتكبها الجنود".

وأشار إيدليست إلى أن كلا من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن الداخلي جلعاد أردان، أكدا بشكل لا يقبل التأويل أنه يتوجب التخلي عن تعليمات فتح النار التي تصدرها قيادة الجيش، من أجل تسهيل قتل الفلسطينيين.

وتوصل الكاتب الإسرائيلي، آرييه شافيت، إلى النتيجة ذاتها، مشيرا إلى أن تدخلات قادة اليمين والمرجعيات الدينية في أنشطة الجيش وتحديد معايير لها سيحول الجيش في النهاية إلى "مليشيات".

اقرأ أيضا: %68 من الإسرائيليين يؤيدون إعدام فتى الخليل الجريح

وفي مقال نشره الأحد موقع صحيفة "هآرتس"، حذّر شافيت من أن تدخلات قادة اليمين والمرجعيات الدينية "ستقبر الجيش وستضعف الجهاز القضائي"، متسائلا: "هل إسرائيل حقا دولة قانون؟ وهل نريد أن يتحول الجيش إلى مجموعة من العصابات؟".

يذكر أن قناة التلفزة الإسرائيلية الأولى قد كشفت مساء السبت الماضي، النقاب، عن أن نتنياهو اتصل بعائلة الجندي الذي قتل الفتى الفلسطيني الجريح، وأعرب عن تضامنه معها.

وهاجم وزير الإسكان يوآف جالانت، الذي قاد الجيش الإسرائيلي في الحرب على غزة عام 2008، الذين انتقدوا الجندي القاتل.

ونقلت صحيفة "ميكور ريشون" في عددها الصادر الاثنين، عن جالانت، قوله: "على الجميع أن يتذكر أن هذا الجندي هو ابن الدولة، وابننا".

وأجمع المعلّقون العسكريون في قنوات التلفزة الرائدة الليلة الماضية، على أن الجهاز القضائي العسكري بات يخشى اتخاذ أي قرار موضوعي بشأن الجندي، خشية ردة فعل المستوى السياسي والمرجعيات الدينية.