في سياق مساعي النظام السوري للضغط على الثوار والمنشقين عن قواته، أشار ناشطون إلى أن سياسة تفجير
المنازل وحرقها استخدمت بصورة منهجية في
درعا، جنوب
سوريا، حيث شملت هذه السياسة مئات المنازل.
وفي هذا السياق، ذكر عامر الحوراني، الناطق باسم إعلاميي حوران المستقلين، أن النظام السوري والمليشيات المتحالفة معه؛ قاموا بتفجير وتدمير حوالي 200 منزل، كما تم حرق 300 منزل في بلدة خربة غزالة الخاضعة لسيطرة النظام منذ ثلاث سنوات، حيث كانت كلها للمدنيين وللفاعلين في الثورة السورية.
ولفت عامر الحوراني في حديثه لـ"
عربي21" إلى أن قوات النظام أقدمت على تفجير المزارع المحيطة ببلدة خربة غزالة والمنازل التي على أطرافها، بحجة منع تسلل الثوار إليها، ولتكون المنطقة مكشوفة أمام قوات النظام.
لكن الحوراني اعتبر أن النظام السوري ينتهج هذه السياسة للانتقام من أهالي تلك المناطق لأنه لم يستطع السيطرة عليها بسهولة، بعد أن كلفته المئات من المقاتلين وعشرات الآليات، فلجأ إلى تفجير منازلهم بعد تهجيرهم بسياسة ممنهجة، "وباتوا ينظرون لبلدهم تحترق أمام عيونهم وهم لا يستطيعون فعل أي شيء، ما ولد إحباطا في نفوس الكثيرين وهذا ما انتشر في الآونة الأخيرة"، على حد تعبيره.
من جانبه، قال قتيبة شباط، رئيس المجلس المحلي في مدينة الشيخ مسكين، إن "مدينة الشيخ مسكين كما هو معروف تعتبر قلب حوران، وهي من المدن التي جرت على أرضها معارك دامية انتهت بسيطرة الثوار على المدينة بتاريخ 25/1/2015، وانسحبت على إثر هذه المعارك قوات النظام من مواقعها التي كانت تسيطر عليها على امتداد طريق نوى - الشيخ مسكين، والتلال المحيطة بمدينة نوى من الجهة الشرقية والشمالية".
لكن قوات النظام استعادت المدينة، تحت غطاء الطيران الروسي، في 25 كانون الثاني/ يناير 2016، "أي بعد عام كامل على التحرير".
وتبع ذلك حركة "نزوح وتهجير كل أهالي مدينة الشيخ مسكين نتيجة المعارك الشرسة، وخوفا من ضربات الطيران التي كانت تستهدف التجمعات السكنية، والمجازر من قبل المليشيات الطائفية التي كانت تساند النظام في كل معاركه".
وتحدث شباط عن ارتكاب "مليشيات حزب الله وأبو الفضل العباس بتاريخ 2 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015 مجازر جماعية في مدينة الشيخ مسكين راح ضحيتها 62 شهيدا، حيث تم ذبحهم بالسكاكين وحرقهم بعد اغتصاب النساء"، وفق قوله.
وأوضح شباط أنه بعد سيطرة قوات النظام على المدينة، "بدأت بحملة ممنهجة لتفجير المنازل وحرقها بعد سرقة محتوياتها، فقد بلغ عدد المنازل التي فُجرت ما يقارب 500 منزل أغلبها يعود لثوار ومنشقين وداعمين للثوار".
كما أشار إلى "استهداف المزارع المحيطة في المدينة"، واصفا هذا العمل بـ"
الانتقامي من الثوار الذين كبدوا النظام خسائر فادحة بالعدة والعتاد خلال المعارك الدائرة، ولإضعاف الروح المعنوية لدى الثوار".
وأكد شباط أن "هذه الأعمال الإجرامية لم يكن لها تأثير علينا كثوار على أرض المعارك"، مضيفا: "نعمل على ترتيب أوراقنا لنعود أقوى من أي وقت مضى".
من جهة أخرى، رأى شباط أنه "لا توجد أي مؤشرات جدية لالتزام النظام في الهدنة، فلا تزال مدفعية النظام تقصف المناطق المحررة، وقصفت بلدات الحراك ودرعا البلد وطفس ونوى".
وفي سياق متصل، قالت الحاجة أم رامي، من ريف درعا، لـ"
عربي21"، إن قوات النظام السوري "قامت باقتحام منزلي وحرقه أمام أعيننا دون أن نحرك ساكنا، من خلال وضع مادة الفسفور الأبيض فيه، التي جعلت جدران البيت تنهار بسرعة هائلة وكل الأثاث وملابس أطفالي الصغار حتى أصبحت رمادا"، معتبرة أن ذلك يأتي انتقاما منها؛ لأن أولادها بين صفوف المعارضة، ومنهم منشق عن النظام. وتابعت: "لن نستسلم رغم كل ما يفعله بنا النظام"، وفق تعبيرها.