مع بداية دخول فصل الربيع في فلسطين المحتلة، تتنشر أنواع عديدة من الزهور والنباتات؛ ذات الأشكال المختلفة، والألوان الزاهية، وهو ما يعكس جمالا طبيعيا فريدا؛ يحتفظ بأسرار وفوائد طبية متعددة؛ أثبتتها
الأبحاث العملية والنتائج الواقعية.
وحينما تتجول في حقول
غزة، تشدك زهرة في مناطق مختلفة؛ بنسقها الرباني منقطع النظير، وجمال لونها البنفسجي البديع الذي يتخلله صفاء اللون الأبيض؛ وهو زهرة لنبات شوكي يطلق عليه اسم "الخرفيش"، يصل ارتفاعه في بعض الزهرات لأكثر من 150 سم في بعض المناطق الخصبة.
أستاذ الكيمياء الصيدلانية والعقاقير الطبية بجامعة الأزهر بغزة، جهاد أحمد، قال إن نبات الخرفيش والذي يطلق عليه علميا "Silybum marianum"، عندما تنضج زهرته ذات اللون البنفسجي، "تتحول إلى ثمار (بذور) بيضاء؛ تحتوي على مادة "silymarin"؛ وهي ليست بمادة كيميائية وتمنح فعالية جيدة ومهمة جدا في
علاج أمراض
التهابات الكبد والذي ينتج عن ارتفاع الكولسترول والدهون الثلاثية".
وأضاف في حديثه لـ"
عربي21"، أن "المرضى الذين يعانون من تضخم في الكبد أو التهاباته التي يطلق عليها (A,B,C) فإن بذور نبات الخرفيش مفيدة جدا لعلاجها"، ناصحا من يعانون من تلك الأمراض بـ"غلي ما مقداره 10 غم، من تلك البذور مرتين يوميا وشربها".
وأشار أحمد، إلى أن بعض الشركات العالمية (في تركي والمانيا ومصر) قامت "بصنع بعض الأدوية المستخلصة من بذور نبات الخرفيش على شكل حبوب؛ وتستخدم في علاج أمراض الكبد"، مؤكدا أن "هناك مجموعة من الأبحاث العلمية الأوربية والتركية؛ بحثت في الفوائد الطبية لهذا النبات".
ونوه أستاذ الكيمياء الصيدلانية والعقاقير الطبية، إلى أن نبات الخرفيش دخل قطاع غزة منذ فقط 20 عاما؛ عن طريق مياه الأمطار القادمة عبر وادي غزة من منطقة الخليل بالضفة الغربة المحتلة، حيث تعتبر مناطق البحر الأبيض المتوسط من أوروبا وشمال أفريقيا؛ هي الموطن الأصلي لنبات الخرفيش البديع والمفيد.