قفزت
أسعار النفط الاثنين، مواصلة ارتفاعا أدى إلى رفع سعر خامات القياس أكثر من الثلث، بالمقارنة مع مستوياتها المتدنية هذا العام، في الوقت الذي عزز فيه الحد من المعروض من النفط وتحسن التوقعات العالمية اتجاهات السوق نحو الانتعاش.
وسجلت أسعار تعاقدات خام برنت لأقرب شهر استحقاق 39.49 دولار للبرميل في الساعة الـ0400 بتوقيت غرينتش بزيادة 77 سنتا، أو اثنين في المئة عن آخر سعر تسوية لها.
ويزيد هذا أكثر من الثلث عن المستوى المتدني الذي سجلته الأسعار في كانون الثاني/ يناير، عندما هبطت إلى أدنى مستوى لها منذ 2003.
وسجلت تعاقدات خام غرب تكساس الوسيط 36.63 دولار للبرميل، بزيادة 71 سنتا عن آخر مستوى أُغلقت عليه، وبزيادة 40 في المئة عن المستويات المتدنية التي وصلت إليها في شباط/ فبراير.
في سياق متصل، قال وزير الطاقة
الإماراتي سهيل بن محمد المزروعي، إن أسعار النفط الحالية تجبر الكثير من المنتجين على تجميد مستويات الإنتاج، لكن تصحيح الأسعار سيستغرق بعض الوقت.
وكانت السعودية وروسيا وهما أكبر منتجين للنفط في العالم اتفقتا الشهر الماضي على تجميد الإنتاج عند مستويات كانون الثاني/ يناير، لدعم الأسعار إذا وافقت الدول الأخرى على الانضمام لأول اتفاق نفطي عالمي في 15 عاما.
وقال المزروعي للصحفيين إنه يعتقد أن أسعار النفط الحالية تجبر الجميع على تجميد مستوى الإنتاج، ويرى أن ذلك يحدث بالفعل حاليا، مضيفا أنه لا معنى لإقدام أي منتج للنفط على زيادة الإنتاج في ظل الأسعار الحالية.
وذكر أن 99.8 بالمئة أو ربما 99.9 بالمئة من العالم لن يتجه إلى رفع الإنتاج، بل على العكس من ذلك فإن كثيرا من الأصول المنتجة تخسر في الوقت الراهن في ظل أسعار النفط الحالية. وقال: "نشهد خفضا وسنرى مزيدا من الخفض في تلك الحقول".
وأشار الوزير إلى أن هذه أنباء طيبة تنبئ بالاتجاه نحو تحقيق التوازن في السوق ولا ينبغي سوى التحلي بالصبر، نظرا لأن ذلك لن يحدث في غضون أسابيع أو شهور، بل إن عملية التصحيح ستستغرق وقتا.
وعبر المزروعي عن تفاؤله بأن السوق ستشهد تصحيحا قبل نهاية العام.
وبحلول الساعة الـ0745 بتوقيت غرينتش الاثنين، جرى تداول خام القياس العالمي مزيج برنت في عقود شهر أقرب استحقاق عند 39.10 دولار للبرميل، بزيادة 38 سنتا عن سعره عند التسوية السابقة. ويزيد سعر الخام بنحو الثلث عن مستواه المتدني الذي سجله في كانون الثاني/ يناير حين هبطت الأسعار إلى مستويات لم تشهدها منذ عام 2003.
ولم يكن لاتفاق تجميد مستويات الإنتاج تأثير كبير على أسعار الخام حتى الآن، وهو ما يرجع لأسباب منها تخطيط إيران ثالث أكبر منتج في "أوبك" لزيادة كبيرة في إنتاجها، بعد رفع العقوبات الدولية عنها في كانون الثاني/ يناير.
وأحجم المزروعي عن التعليق على خطط إيران بخصوص الإنتاج. وذكر أنه لم يتلق أي دعوة حتى الآن لحضور اجتماع بين أعضاء "أوبك" وكبار المنتجين المستقلين بشأن تجميد مستويات الإنتاج.
وأشار الوزير إلى أنه إذا تم التوصل إلى قرار بالإجماع بين منتجي "أوبك"، فإن الإمارات ستتعاون مع أي جهود رامية لمعالجة هذا الوضع مثلما تفعل دائما.
وكان وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، قال الجمعة إن اجتماعا بين أعضاء "أوبك" وكبار المنتجين خارجها بشأن تجميد مستويات الإنتاج قد يعقد في الفترة بين 20 آذار/ مارس والأول من نيسان/ أبريل، مضيفا أن الاجتماع قد يعقد في روسيا أو فيينا أو الدوحة.