أعلنت وحدات حماية الشعب الكردية، الخميس، التزامها بوقف إطلاق النار في
سوريا، الذي سيدخل حيز التنفيذ ليل الجمعة السبت ويستثني تنظيم الدولة وجبهة النصرة، فيما عبرت عن استعدادها للرد على أي تهديد يشكل خطرا عليها، معتبرة
وقف إطلاق النار ملزما لسوريا ولا يلزمها.
وجاء في بيان على صفحة المتحدث باسم وحدات حماية الشعب ريدور خليل على "فيسبوك": "إننا في وحدات حماية الشعب نولي أهمية كبيرة لعملية وقف إطلاق النار المعلنة من قبل أمريكا وروسيا"، مؤكدا "سنلتزم به مع الاحتفاظ بحق الرد على المعتدي في إطار الدفاع المشروع إذا هجم علينا".
وسيدخل اتفاق أمريكي - روسي لوقف إطلاق النار في سوريا حيز التنفيذ منتصف ليل الجمعة السبت (الجمعة 22,00 ت غ)، ومن دون أن يشمل تنظيم الدولة وجبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا) و"بقية المنظمات الإرهابية التي حددها مجلس الأمن".
من جهتها أكدت قوات سوريا الديمقراطية، وهي عبارة عن تحالف عربي كردي على رأسه وحدات حماية الشعب، التزامها بالاتفاق.
وقالت في بيان: "اعتبرنا هذا الاقتراح خطوة إيجابية من أجل إيجاد حل سياسي وسلمي للأزمة الراهنة في سوريا، وقمنا بإبلاغ الولايات المتحدة بقرارنا هذا"، مؤكدة أن "قواتنا ستلتزم من جهتها بوقف عملية إطلاق النار في حال تنفيذ الاتفاقية مع الاحتفاظ بحقها بالدفاع المشروع عن نفسها في حال تعرضها للهجوم من أي طرف كان".
ويدعم التحالف الدولي بقيادة واشنطن قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب في قتالها تنظيم الدولة في سوريا. وأثبت المقاتلون الأكراد أنهم الأكثر فعالية في قتال التنظيم المتطرف حيث نجحوا في طرده من مناطق عدة.
لكن رئيس الحكومة التركي، أحمد داود أوغلو، أعلن، الخميس، أن اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا "ليس ملزما" لأنقرة، المصممة على الرد على أي هجوم يمكن أن يشنه المقاتلون الأكراد الذين تعتبرهم
تركيا "إرهابيين" على أراضيها.
وقال أوغلو في لقاء مع صحافيين في قونية (وسط تركيا) بثته شبكات التلفزيون: "هذه الهدنة ليست ملزمة ولا تعني سوى سوريا".
وأضاف: "عندما يتعلق الأمر بأمن تركيا، لا نطلب أي إذن بل سنقوم باللازم"، داعيا "المقاتلين الأكراد إلى الامتناع بشكل كامل عن مهاجمة تركيا".
ويشير داود أوغلو بذلك إلى حزب الاتحاد الديموقراطي، أكبر الأحزاب الكردية في سوريا، وجناحه المسلح وحدات حماية الشعب، اللذين يسيطران على مناطق على مقربة من الحدود التركية.
في الوقت نفسه، أعرب داود أوغلو عن دعمه لاتفاق "وقف الأعمال العدائية" في سوريا، وقال: "نؤيد كافة السبل التي تحقق الاستقرار والهدوء، للأوضاع التي تزهق أرواح إخوتنا السوريين"، مشددا على أنَّ "وقف الأعمال العدائية" يجب ألا يكون مبررا لهجمات جديدة أخرى.
ورأى وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو أن "عدم اعتبار هذه الحركات إرهابية ينم عن سذاجة".
من جهته دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الأربعاء، إلى استثناء المقاتلين الأكراد السوريين الذين تعتبرهم أنقرة "إرهابيين" من اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال أردوغان في خطاب أمام نواب في قصره بأنقرة: "مثل تنظيم الدولة والنصرة يجب استثناء حزب الاتحاد الديمقراطي (أبرز حزب كردي سوري) ووحدات حماية الشعب (ذراعه المسلحة) وهما أيضا من المنظمات الإرهابية، من هذه الهدنة".
وأضاف: "لا يجوز التمييز بين إرهابيين صالحين وأشرار في سوريا"، داعيا المجتمع الدولي إلى إدراج حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب الكردية في خانة الحركات الإرهابية.
وقصفت المدفعية التركية مرات عدة مواقع هذا الحزب ردا على إطلاق نار من وحدات حماية الشعب، كما تقول أنقرة.
وتدعم الولايات المتحدة، حليفة تركيا، الوحدات الكردية في سوريا، وتقدم لها السلاح والتمويل، وتعتبرها الطرف الأكثر فاعلية في سوريا في مواجهة تنظيم الدولة.
وتقصف المدفعية التركية منذ حوالي عشرة أيام مواقع المقاتلين الأكراد في محافظة حلب (شمال)، وكان هؤلاء استغلوا تراجع الفصائل المقاتلة وبينها إسلاميون، في ريف حلب الشمالي أمام هجوم واسع لقوات النظام منذ بداية الشهر الحالي، ليهاجموا بدورهم مقاتلي المعارضة ويسيطروا على مناطق تبعد حوالي عشرين كيلومترا عن الحدود التركية.