يفرض النظام السوري طوقا أمنيا على العاصمة
دمشق، ويسعى لإرغام أهالي
الريف الدمشقي المحيطين بها من جميع الجهات على الاستسلام، مستخدما في معظم الأحيان سلاح
التجويع، كما هو حال معضمية الشام وداريا بالريف الغربي، وبلدات جنوب دمشق المحاصر، والهامة وقدسيا والتل بالريف الشمالي الغربي لدمشق.
وقال عضو المجلس المحلي في بلدة الهامة، عامر بيرقدار، إن النظام والمليشيات الطائفية المساندة له، يمنعان قوافل الإغاثة الأممية المقدمة من الهلال الأحمر والصليب الأحمر، من الدخول إلى البلدة منذ حوالي سبعة أشهر، مشيرا إلى أن هذه المساعدات كانت هي العامل الأساس لصمود النازحين إلى المدينة من قرى الجوار.
وفي أواخر الشهر السابع من العام الفائت؛ منعت كافة الحواجز العسكرية المواطنين من الدخول والخروج، أو إدخال أي شيء، باستثناء موظفي القطاع العام، حتى لا تتوقف مؤسسات النظام الحكومية عن العمل في المناطق الداخلة ضمن سيطرته، كما أنه سمح للطلاب بالدخول والخروج مشيا على الأقدام، دون السماح لهم بإدخال أي مادة غذائية.
وبيّن بيرقدار في حديثه لـ"
عربي21" أن الهدف من هذه الإجراءات؛ هو
حصار البلدة، أسوة بباقي مناطق الريف الدمشقي، كمدينة التل وبقين والهامة ومعضمية الشام وداريا، لافتا إلى أن النظام برر إغلاق معابر البلدة باختفاء أحد عناصره، متهما ثوار المنطقة بخطفه، الأمر الذي نفته كتائب الثوار في الهامة جملة وتفصيلا، مؤكدين أنه لا وجود لعسكري مخطوف أصلا، وإنما هي حجة كاذبة لفرض الحصار.
وأكد بيرقدار نفاد المواد التموينية الرئيسة من الأسواق، إضافة إلى المحروقات والغاز، فضلا عن المواد الطبية، ما دفع الصيدليات إلى إغلاق أبوابها.
من جهته؛ قال مدير المكتب الإعلامي لمدينة التل، أحمد البيانوني، إن النظام السوري أجبر وفد الأمم المتحدة المحمل بالمواد الغذائية والطبية والصحية، على الدخول بحمولة شبه فارغة إلى المدينة الخارجة عن سيطرته، مشيرا إلى أن هذه الحمولة لا تكاد تكفي 10 بالمئة من سكان التل.
وأضاف لـ"
عربي21" أن المساعدات دخلت إلى المدينة المحاصرة، بذات التوقيت الذي دخلت فيه المساعدات إلى مدينة معضمية الشام وبالطريقة نفسها، حيث استفاد من هذه السلات الغذائية المقدمة إلى الأهالي، قلة قليلة في كلتا المدينتين، مؤكدا أن جميع هذه السلات لم تحوِ مواد طبية، وإنما كانت عبارة عن مواد غذائية ومواد تنظيف فقط.
وأكد البيانوني، أن "كل ما يريده النظام؛ هو أن يوصل للعالم رسالة فحواها أنه لا وجود لمحاصرين في
سوريا، وها هي وفود الإغاثة تقصد كل مدينة".