يُعقد، الجمعة المقبل 12 شباط/ فبراير الجاري، لقاء تاريخي بين
الكنيستين الشرقيّة والغربيّة، يجتمع خلاله البابا فرنسيس بالبطريرك كيريل، بطريرك موسكو وسائر
روسيا، في مطار هافانا، فيما بررت الكنيسة الأرثوذكسية سبب اللقاء بأنه "الحاجة لردّ فعل مشترك على الاضطهاد الذي يتعرّض له المسيحيون في
الشرق الأوسط".
وكان "الباباوات" قد اجتمعوا في السابق مع بطاركة المسكونية في إسطنبول، وهم زعماء روحيون للأرثوذكسية الشرقية التي انفصلت عن روما في عام 1054.
وقال المتحدث باسم الفاتيكان، الأب فيديريكو لومباردي، إن هذا "الاجتماع سيكون الأول في التاريخ" بين القادة الرئيسين للمسيحيين من الشرق والغرب، منذ الانشقاق عام 1054، مشيدا بهذا "الحدث ذي الأهمية الاستثنائية تماما".
وأضاف أن "هذا ليس اجتماعا مرتجلا، فقد تم التحضير له منذ عامين".
ويلعب هؤلاء البطاركة دورا رمزيا، بينما تملك الكنيسة الأرثوذكسية في روسيا نفوذا حقيقيا، باعتبار أنها تمثل نحو 165 مليونا من بين 250 مليون مسيحي أرثوذكسي في العالم.
ويجعل البابا فرنسيس من المسكونية أولوية، مشددا على ضرورة أن يناضل المسيحيون معا، وخصوصا في الشرق الأوسط ضد "التطرف الإسلامي".
وغالبا ما يستخدم عبارة "مسكونية الدم" لاستحضار الشهداء
المسيحيين في سوريا ونيجيريا، مشيرا إلى أنهم مستهدفون كمسيحيين، وليس ككاثوليك وأرثوذكس وبروتستانت وأنجليكان.
ويرتبط الانفصال بين الكاثوليك والأرثوذكس، الذي ترسخ بانشقاق العام 1054 بين روما والقسطنطينية، بالقضايا اللاهوتية المعقدة، ولكن أيضا بأسباب سياسية، فقد أراد الغرب ممارسة سلطاته في جميع أنحاء العالم المسيحي من خلال البابا، في حين أراد الشرق الاحتفاظ باستقلاليته.