انطلقت الخميس "
قافلة الضمير" لكسر الحصار الجائر عن مدينة تعز (256 كم جنوبي العاصمة صنعاء)، حيث تفرض المليشيات الانقلابية التابعة للمتمردين
الحوثيين، والرئيس
اليمني المخلوع "صالح"، حصارا مطبقا على المدينة منذ قرابة ثمانية أشهر.
وتكمن خطورة هذه القافلة - بحسب مراقبين - في كونها تأتي في ظل ما تشهده الجبهة الغربية من مواجهات عسكرية عنيفة.
وعجزت منظمات إغاثية وإنسانية تابعة للأمم المتحدة، عن كسر الحصار على مركز المدينة، الواقع تحت سيطرة الجيش الوطني والمقاومة الشعبية المؤيدين لشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي، فيما تركتها الحكومة الشرعية وقوات التحالف تواجه مصيرها وحدها.
واعتبر برنامج الغذاء العالمي محافظة تعز، وهي ثاني أكبر محافظة في اليمن من حيث عدد السكان، واحدة من أكثر المحافظات التي تعاني انعدام الأمن الغذائي الشديد الذي وصل إلى مستوى "الطوارئ"، وهو المستوى الذي يسبق "المجاعة" مباشرة، بحسب بيانات متكررة للبرنامج التابع للأمم المتحدة.
وقبل حوالي أسبوع ونصف؛ تشكلت مبادرة جماهيرية في مدينة "التُربة"، التابعة لمحافظة تعز، وتبعد عنها حوالي 80 كم غربا، حملت اسم "المبادرة الشبابية لكسر الحصار عن تعز". وأعلن عن انتهاء مرحلتها الأولى (فعاليات الضمير) أمس الأربعاء، والمخصصة لجمع
المساعدات الإنسانية والغذائية والتبرعات لإيصالها إلى مدينة تعز المحاصرة. فيما أعلن اليوم عن بدء تدشين المرحلة الثانية تحت اسم "قافلة الضمير"، والتي ستتحرك بما جمعته من مساعدات لإيصالها إلى مدينة تعز بهدف كسر الحصار عنها.
تفاصيل القافلة
وكشف الناطق الإعلامي باسم المبادرة، معتز منصور، أن "قافلة الضمير" لكسر الحصار عن تعز، تحركت صباح اليوم من مدينة التربة صوب مدينة تعز المحاصرة منذ أشهر، حاملة معها "40 أسطوانة أكسجين" كان الانقلابيون قد منعوا دخول مثلها إلى مستشفيات المدينة منذ قرابة ثلاثة أشهر.
وأضاف منصور لـ"
عربي21"، أن القافلة ستحمل معها أيضا "أدوية ومستلزمات طبية أخرى تتجاوز قيمتها الخمسة آلاف دولار، قُدمت هبات من رجال أعمال ومتبرعين، إلى جانب ما تبرعت به بعض شركات الأدوية من علاجات ومستلزمات طبية إضافية".
وتحمل القافلة أيضا، طبقا للمسؤول الإعلامي "أكثر من 20 طنا من المساعدات الغذائية، التي تشمل: القمح، والسكر، والخضروات، والتمور والبطانيات"، لافتا إلى أن "هذه الأرقام تقريبية وغير ثابتة، كون المساعدات والتبرعات ما زالت مفتوحة حتى اللحظة، وإلى أن تصل القافلة إلى هدفها".
مسار القافلة
في تمام الساعة السابعة من صباح الخميس؛ كان موعد تحرك "قافلة الضمير"، التي يؤكد ناطقها الإعلامي أن عدد المشاركين فيها "يتجاوز الألف مشارك حتى الآن"، مشيرا إلى أن ثمة أعدادا أخرى من المشاركين والمتبرعين ينتظرونهم في كافة المناطق التي سيمرون خلالها، للانضمام إلى القافلة، التي من المرجح أن تستغرق مدة سيرها يومين تقريبا، بحسب تقديرات منظمي القافلة، كون المشاركين تحركوا سيرا على أقدامهم، برفقة شاحنات ومركبات خصصت فقط لحمل المساعدات الطبية والغذائية.
ودعا منظمو الفعالية، كافة المنظمات الدولية، للمشاركة في القافلة، ومرافقتها، والاطلاع على فعالياتها، مطالبين في بيان الأربعاء، الأمم المتحدة ولجنة الصليب الأحمر الدولية والهلال الأحمر ومجلس الأمن وكافة المنظمات الدولية، بأن يخاطبوا "أطراف النزاع في تعز؛ بعدم اعتراض مرور القافلة الهادفة لكسر الحصار اللاإنساني على تعز، وإزاحة الألغام وكل الإعاقات من كافة المداخل التي ستمر منها القافلة".
وحمّل البيان تلك الأطراف "مسؤولية المساس بالقافلة بشكل مباشر أو غير مباشر، عملاً بأحكام المادة 50 من القانون الدولي لحقوق الإنسان الصادر سنة 1977م، والتي أوجبت على أطراف النزاع أن يسمحوا بالمرور السريع ويسهّلوه، وبدون أي عائق، لجميع شحنات الأمتعة وموظفي الإغاثة، حتى وإن كانت هذه الإغاثة صائرة إلى سكان الطرف الآخر".
بعد الوصول
ومن المفترض أن تصل "قافلة الضمير" إلى آخر نطاق يقع تحت سيطرة
المقاومة الشعبية بمنطقة "الضباب"، في الجهة الغربية من المحافظة، ويقابلها في الطرف الآخر من منطقة "الضباب" المتاخمة لمنطقة "بئر باشا"، المجاميع التابعة للانقلابيين، والتي تمنع عادة دخول أي شيء إلى وسط المدينة، ومن المتوقع أن تصل القافلة إلى تلك النقطة الفاصلة، وتبدأ مفاوضاتها للسماح لها بالدخول.
وقال الناطق الرسمي للمبادرة الشبابية، معتز منصور، إنه في حال لم يسمح لهم بالدخول وكسر الحصار، فسوف ينصبون خيامهم بالقرب من نقطة التماس، إلى أن يسمح لهم بكسر الحصار وإدخال المساعدات إلى المدينة.
وأكد أن عدم السماح للقافلة بإدخال المساعدات "سيكشف للعالم حقيقة الحصار الإجرامي الذي تفرضه المليشيات على تعز"، حيث ستنتقل المبادرة إلى الخطوة التالية بمخاطبة العالم "لتحمل مسؤولياته إزاء هذه الجريمة الإنسانية المجرّمة في القوانين والمعاهدات الدولية".