إمام مسجد جزائري يقبل وزيرة ويثير ضجة بمواقع التواصل (شاهد)
الجزائر- عربي2102-Feb-1610:32 PM
2
شارك
برر الإمام الجزائري تقبيله للوزيرة بأنه كان محرجا- غوغل
أثارت حادثة تقبيل إمام مسجد لوزيرة بالجزائر جدلا واسعا بين مرتادي شبكات التواصل الاجتماعي الجزائريين، مستهجنين ما قام به هذا الإمام الذي برر فعلته بـ"إنه كان محرجا".
وبحسب وسائل إعلام جزائرية، فإن إمام مسجد "حيدرة" بالعاصمة الجزائرية، جلول قسول، قبّل وزيرة التضامن مونية مسلم، في حفل تكريمه، وذلك عندما صعد للمنصة، فلم يجد وسيلة للتعبير عن امتنانه لهذا التكريم سوى أن يقبل الوزيرة على خديها، غير أنه لما سمع أصوات الاستهجان تتعالى في القاعة مستنكرة تصرفه، قام الإمام مجددا بتقبيل الوزيرة على رأسها.
الحادث الذي صورته منابر إعلامية كانت حاضرة في الحفل، انتشر على شبكات التواصل الاجتماعي بشكل واسع، مثيرا موجة من الاستنكار، خاصة أن الأمر صدر عن إمام مسجد وأمام الملأ، وكتعبير عن استهجانهم، دشن مغردون هاشتاغا يحمل اسم "#بوس_الواوا"، في حين علق آخرون على الصور والفيديو المتداول بـ"إمام بوس الواوا".
وفي أول خروج إعلامي له، قال الإمام جلول قسول، في تصريح لقناة "البلاد" الجزائرية، مبررا فعلته، إنه كان محرجا، ولم يكن باستطاعته أن يقف وسط الجمع ليقول إن هذا الأمر "منكر، وإنه لا يجوز"، لذا تصرف بعفوية، وبما تطلبه الموقف، تفاديا لإحراج الوزيرة.
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد , قبل الرد على هذا الأمام لابد من توضيح الحكم الشرعي فيما فعله
فأقول وبالله التوفيق : أنه لاشك أن الأجماع بين أهل العلم في حرمة مصافحة الأجنبية أذا كانت شابة أما العجوز التي لا تشتهي ولا تشتهى، ففي جواز مصافحتها خلاف بين أهل العلم، ما دامت الشهوة مأمونة من الطرفين، وقد نص المالكية على تحريم مصافحتها أخذا بعموم الأدلة المثبتة للتحريم، وكذلك الشافعية لم يفرقوا بينها وبين الشابة، قال تعالى : (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ)، حيث بين سبحانه أن هذا هو الطهارة، في التحجب والبعد عن الفتنة هو الطهارة لقلوب الجميع، قال- عز وجل-: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ), وقال-سبحانه-: (وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ.....الآية ), واليد من الزينة , هذا في حال المصافحة , فكيف بالتقبيل والمعانقة , لاشك أنه امر قبيح محرم وأشد حرمة خاصة انها حاسرة عن شعرها ونحرها , فالحرمة في ذلك أشد
أما قول هذا الأمام هداه الله مبررا فعلته :، إنه كان محرجا، ولم يكن باستطاعته أن يقف وسط الجمع ليقول إن هذا الأمر "منكر، وإنه لا يجوز"، لذا تصرف بعفوية، وبما تطلبه الموقف، تفاديا لإحراج الوزيرة.
فأقول لله مستعينا بالله :
الأصل فيمن يتولى أمامة الناس أن يكون قدوتهم ومستشارهم ودليلهم غلى دين الله الصحيح , لأن من شروط امامة الرجل بالناس أن يكون أقراء الناس لكتاب الله مع تقوى وورع , وربنا سبحانه يقول في الكتاب الذي لولا حفظك له لما توليت أمامة الناس : ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ بنصب الهاء في ( اسم الله تعالى ) و رفع الهمزة في العلماء , أي أن كلما أزاد الأنسان علما بشرع الله وفقه دينه كان أكثر خشية لله من غيره , والأصل ياأيها الأمام أن الحق حق والدين لامجاملة ولا حياء فيه , والمؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف , ومن خالف شرع الله وأوامره مجاملة لوزيرة , ماذا سيفعل لوكان أمره الرئيس أو الحاكم بمعصية الله تعالى , لذا قال صلى الله عليه واله وسلم ( ومن التمس سخط الله برضى الناس سخط الله عليه وأسخط عليه الناس) , وياحبذا ياشيخ لو أعتذرت واستغفرت وبين ان فعلك هذا خطاء , ولم تبرره بفعل أثم أعظم , فقد جمعت بين ثلاثة معاصي مخالفة شرع الله , والمجاهرة بذلك ,واغضاب الخالق لكي لاتحرج المخلوق, وانا أضيف أمرا رابعا وهو ان يخشى أن يحذوا حذوك ويرضى بفعلك, بعض الجهلة والبسطاء من المسلمين ومن يدعون اللبرالية ممن يسمون انفسهم بالتنويرين , وكل عدوا لهذا الدين من غير المسلمين , فتكون والعياذ بالله من ذلك ممن ضل وأضل , نسأل الله لنا ولك العفوا والعافية
وقد ثبت عن النبي- صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إني لا أصافح)، لما بايع النساء، ومدت له النساء يدها، قال: (إني لا أصافح النساء)، فدل ذلك على أنه لا يجوز، والمسلمون يتأسون به-صلى الله عليه وسلم- في ذلك، وقالت عائشة- رضي الله عنها- فيما ثبت في الصحيح، لما ذكرت البيعة للنساء قالت: "وما مست يده يد امرأة قط، ما كان يبايعهن- عليه الصلاة والسلام- إلا بالكلام"، فهذه سنته
مبررا فعلته، إنه كان محرجا، ولم يكن باستطاعته أن يقف وسط الجمع ليقول إن هذا الأمر
"منكر، وإنه لا يجوز"، لذا تصرف بعفوية، وبما تطلبه الموقف، تفاديا لإحراج الوزيرة