قال رئيس أساقفة الروم الأرثوذكس بالأراضي الفلسطينية المحتلة، الأب عطاالله حنا، إن التهديدات بـ"
ذبح المسيحيين" من قبل إرهابيين يهود "لن تزيدنا إلا ثباتا وتمسكا بقدسنا، ومقدساتنا، ووطننا، وقضيتنا الوطنية".
وكتب متطرفون يهود، فجر أمس الأحد،
شعارات عنصرية تحريضية، على أبواب كنيسة "الدورمتسيون - رقاد السيدة العذراء" بالقدس المحتلة، دعوا فيها إلى "ذبح المسيحيين، وإرسالهم إلى جهنم، والتخلص من الوثنية للأبد"، وأخرى قالت: "الموت للمسيحيين الكفار".
وأوضح حنا لـ"
عربي21" أن هذه "ليست المرة الأولى التي تُخط فها مثل هذه الشعارات"، مضيفا أنه "أول أمس؛ كانت هناك شعارات مشابهة، وتحريض ومظاهرات لجماعات متطرفة يهودية ضد المسيحيين، وضد إقامة احتفالات عيد الميلاد في القدس المحتلة".
لن نرحل
وأشار إلى أن المسيحيين يتعاطون "مع هذه العنصرية والهمجية بوعي وحكمة ومسؤولية"، مؤكدا أن هؤلاء الإرهابيين ومن خلفهم يهدفون إلى إخافتنا كي نرحل، ونحن نقول لهم: لن نخاف، ولن نتراجع، ولن نرحل، ولن نترك وطننا، شاء من شاء، وأبى من أبى".
وتابع: "نحن لسنا غرباء في فلسطين، ولسنا بضاعة مستوردة من هنا أو هناك.. نحن أصيلون في انتمائنا لهذه الأرض، جنبا إلى جنب مع إخوتنا المسلمين؛ شركائنا في الانتماء إلى هذه الأمة وهذا الشعب المناضل".
وحول موقف
الحكومة الإسرائيلية التي يتزعمها بنيامين نتنياهو تجاه الإساءة للمسيحيين، أكد الأب عطا أن حكومة الاحتلال "ليست بعيدة عن هذا التحريض، لا سيما أن هنالك أعضاء فيها يستعملون الكثير من عبارات التحريض ضد شعبنا وقضيتنا"، موضحا أن "هؤلاء كلهم ينتمون إلى مدرسة واحدة؛ هي مدرسة العنصرية الصهيونية".
وأضاف أن "نتنياهو ووزراءه يظهرون في وسائل الإعلام على أنهم مع السلام وضد العنف والكراهية، ولكنهم في الواقع يصبون الزيت على النار، ويؤججون العنصرية والتطرف اليهودي".
تجنيد المسيحيين
وفي سياق متصل؛ أكد الأب حنا المقيم بالقدس، رفضه "جملة وتفصيلا"
تجنيد المسيحيين الفلسطينيين المقيمين بأراضي الـ48، في صفوف جيش الاحتلال.
وقال: "نحن فلسطينيون منحازون لشعبنا، ولا يمكن أن نكون في جيش يقتل
الشعب الفلسطيني ويحتل أرضنا"، مضيفا أن "هذا المشروع فشل، وفي الحقيقة لم ينضم المسيحيون للجيش الإسرائيلي إلا بأعداد بسيطة جدا لا تعمم، وهؤلاء يمثلون أنفسهم، ولا يمثلون المسيحيين العرب الفلسطينيين المخلصين لوطنهم".
وطالب الأب حنا "العرب والمسلمين والمسيحيين في كل مكان، بضرورة أن يلتفتوا إلى القدس"، مشيرا إلى أنه "لم يعد كافيا أن نسمع بيانات الشجب والاستنكار".
وتابع: "يجب أن يكون هنالك عمل وخطة استراتيجية؛ تهدف إلى الحفاظ على القدس والمقدسات بوجهها العربي الفلسطيني، الإسلامي والمسيحي".