يشتهر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بمهارته في رياضة ركوب الدراجات الهوائية لكنه لم يتمكن من تفادي أحد المنعطفات في مدينة سيونزيه الفرنسية قبيل مفاوضاته مع الثعلب محمد جواد ظريف حول الملف النووي الإيراني.
ولاحقا كان ظريف يتعمد المشي بنشاط أمام الصحفيين لتكون صورته إلى جانب صورة كيري وهو يسير على عكازين عنوانا للمرحلة الجديدة.
أمريكا لم تعد ذلك السوبرمان الذي يطير كما يشاء وينقذ الأبرياء ثم يصفقون له فذلك الزمن انتهى إلى غير رجعة فالسوبرمان الأمريكي مصاب بكسر في الظهر بعد أن عاد إلى المشهد الدب الروسي العنيف.
لماذا تخلت أمريكا عن كل ذلك رغم صرخات جون ماكين المرشح الرئاسي السابق والذي ينادي دوما بمنع تراجع الدور الأمريكي في الشرق الأوسط؟
هل يعقل أن كابوس أفغانستان والعراق جعل باراك أوباما يقبل بهذه الهزائم إلى درجة أن فلاديمير بوتن يقفز بقواته من القرم إلى أوكرانيا إلى سورية وكأنه يتمشى في حدائق غناء وليس في ساحات حروب تخضع للنفوذ الأمريكي منذ فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية؟
المأساة أن الولايات المتحدة التي ورطت دول الشرق الأوسط بنظام عالمي شيدته وفق توازن دقيق لا تدفع ثمن قيامها بتفكيك هذا النظام فمن يدفع الثمن هم أطفال سوريا والعراق وليبيا ومصر واليمن. ولهذا على باراك أوباما إن فاخر بحماية الجنود الأمريكيين المدججين بالسلاح من القتل أن يتذكر أن هؤلاء الأطفال الأبرياء تم تقديمهم كقربان على مذهب المصالح الأمريكية لحماية هؤلاء المارينز.
عاد كيري لقيادة الدراجات الهوائية مرة أخرى لكنه هذه المرة لم يعد يسرع في المنحنيات ويا ليته يطبق ذلك في ممارسة السياسة فالمنحنيات فيها تتطلب قيادة ماهرة تواجه المخاطر ولا تعبث بالجمهور.