الوحدات الكردية تعتقل العرب والكرد لتجنيدهم وأحد الناجين يؤكد: تعرضنا لغسيل أدمغة وأبشع أنواع التعذيب في المعسكرات
تواصل الوحدات الكردية في
سوريا عمليات
التجنيد الإجباري التي تطال العرب والكرد على حد سواء، في مناطق سيطرتها، خصوصا شمال شرق سوريا، حيث يقول شبان إنهم اعتقلوا وأخضعوا لتدريبات عسكرية قبل إرسالهم إلى جبهات القتال ضد تنظيم الدولة، في حين أكد ناشطون تجاوز عدد المحتجزين بغرض التجنيد خلال العام الحالي ثلاثة آلاف مدني، غالبيتهم من الطلاب الجامعيين والفتية والقاصرين.
الطالب الجامعي "عيسى"، وهو اسم مستعار لأحد الناجين من معسكرات الوحدات الكردية، يروي قصة اعتقاله على يد الوحدات الكردية عندما كان يهم بالسفر من حلب إلى القامشلي.
يقول "عيسى" لـ"عربي21": "أنا طالب جامعي في إحدى الجامعات الواقعة في منطقة كردية (في حلب)، وبعد انتهاء الامتحانات في شهر تموز/ سبتمبر الماضي، وأثناء توجهي إلى منطقة الكراجات قاصدا مدينة القامشلي، تم إيقاف باص النقل من قبل الوحدات الكردية التي أنزلت كافة الطلاب والمدنيين الذين بداخله، ومن ثم وضعونا مباشرة في سيارة "بيك آب" وكان عددنا 20 مدنيا، ثم رموا فوقنا مخلفات الحيوانات، وتم نقلنا بعدها إلى شعبة تجنيد منطقة الكلاسة" في حلب.
وأضاف: "في منطقة الكلاسة بحلب جمعت الوحدات الكردية أكثر من 150 مدنيا معتقلا، من ضمنهم أطباء وموظفون وطلاب جامعيون".
وتابع: "هناك تمت مصادرة كل ما بحوزتنا من بطاقات شخصية وأجهزة موبايل، وبعدها تم نقلنا إلى منطقة ثانية، وعند وصولنا أبلغونا باكتمال نصاب الدورة التدريبية رقم (12) التي أطلقوا عليها دورة الشهيد باور".
وأوضح "عيسى" أن برنامج الدورة التدريبية كان مرهقا للغاية، "ويشمل تمارين رياضية قاسية، واستيقاظا في منتصف الليل، إضافة إلى دروس سياسية تتحدث عن منهاج ومسيرة
الأكراد وتاريخ "روج آفا" (اسم يطلقه بعض الأكراد على يعتبرونه الإقليم الكردي في سوريا)، في حين اجتمع بنا قائد المعسكر التدريبي ويدعى باهوز، وهو من منطقة رأس العين، وبدأ بسياسة غسيل الأدمغة للمعتقلين الذين جندوهم بالقوة".
وأكد الطالب الجامعي لـ"عربي21" أن الدورة العسكرية التي خضعوا لها ضمت نحو 470 مدنيا، من بينهم 20 شابا كرديا فقط، والباقي من العرب. ومن ضمن العدد الكلي كان هناك نحو 170 طالبا جامعيا، و50 موظفا و10 قاصرين، وعدد من الأطباء.
وأشار إلى تعرضهم للضرب القاسي بالحذاء العسكري، والتعذيب الجسدي، ورميهم بمادة المازوت، الأمر الذي أدى إلى أمراض جلدية لعدد من هؤلاء المجندين قسريا، إضافة إلى تعرضهم للشتم، مضيفا: "كما أصيب بعضنا بالرصاص الحي أثناء عمليات التدريب على استخدام البندقية"، على حد قوله.
وبعد انتهاء الدورة التدريبية حضر تلفزيون "روناهي" الكردي لإجراء تقرير مرئي حول الدورة الجديدة للوحدات الكردية. ويضيف "عيسى": "بعد كل تلك الفترة تم إعطاؤنا إجازة عسكرية دون راتب مدة ثلاثة أيام، إلا أنني لم أعد إلى المعسكر، لكن من عاد من المجندين إلى المعسكر تم إرسالهم إلى الجبهات القتالية لمواجهة تنظيم الدولة".
بدوره، أكد الناشط الإعلامي "أبو جاد الحسكاوي" لـ"عربي21"؛ وجود صعوبة كبيرة بإحصاء المدنيين المعتقلين من قبل الوحدات الكردية بشكل دقيق، مشيرا إلى تجاوزهم ثلاثة آلاف مدني من "عرب وكرد" منذ بداية الحملة الأمنية التي تنفذها الوحدات.
وأضاف الحسكاوي أن الاعتقالات في محافظة الحسكة من قبل الوحدات الكردية تستهدف شريحة معينة من الأعمار، ما بين 18 و38 عاما، ليُصار إلى نقلهم إلى المعسكرات التدريبية الخاصة في ريف القامشلي، وبعدها يتم فرزهم على حواجز تتبع لإدارة الآسايش الكردية"، فيما يتم نقل آخرين إلى الجبهات المشتعلة مع تنظيم الدولة، بحسب الحسكاوي
وتحدث الحسكاوي في هذا السياق عن مقتل عدد من المدنيين المجندين خلال المعارك مع تنظيم الدولة، مشيرا في الآن ذاته إلى أن الاعتقالات شملت أعدادا من الفتية القاصرين دون سن 15 عاما، وفق تأكيده.