قال
وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الجمعة، إن إصرار الغرب على إزاحة الرئيس السوري بشار الأسد قبل أن يعمل بشكل وثيق مع روسيا في مكافحة
تنظيم الدولة "خطأ فادح".
وكان لافروف يتحدث في مؤتمر "حوارات المتوسط" في روما، وقال إن التحالف الغربي الذي يقاتل تنظيم الدولة قرر عدم التنسيق الكامل مع روسيا لأنه لا يتقبل مساندتها للأسد.
وتابع لافروف: "إنه لخطأ فادح القول بأنه لا يمكننا أن نحظى بتأييد كل أعضاء التحالف إلا حينما يرحل الأسد، وحتى ذلك الحين سنكون انتقائيين فيما يتصل بقتال الإرهابيين".
وأضاف قوله: "نحن نرى أن مصيره (الأسد) لا يجوز لأحد أن يحدده سوى الشعب السوري نفسه".
وطالب، بقطع قنوات تمويل وتسليح الإرهابيين في
سوريا، مشددا على أن ذلك يتطلب إغلاق الحدود التركية-السورية فورا.
وتابع: "لا يجوز أن نغمض أعيننا عندما تعمل أطراف ما كأعوان لتنظيم الدولة، فتفتح الممرات لتهريب الأسلحة وتوريد النفط بطرق غير شرعية (في إشارة لتركيا) وتقيم روابط اقتصادية مع الإرهابيين".
واستطرد: "إننا نطالب بوضع حد لكل ذلك، ونؤكد على ضرورة إغلاق الحدود التركية - السورية فورا".
وشدد الوزير الروسي على ضرورة التخلي عما وصفه بـ "اللعبة المزدوجة" التي تنهجها بعض الأطراف (
قوات التحالف)، وطالب بعدم دعم المتطرفين والتستر على الإرهابيين من أجل مكافحة الإرهاب، مشيرا إلى حادثة إسقاط المقاتلة الروسية من قبل سلاح الجو التركي، التي اعتبرها أحد أمثلة "اللعبة المزدوجة".
وحذر لافروف من خطر الوقوع في الخطأ عندما تحاول بعض الأطراف استخدام الإرهابيين لتحقيق أهداف سياسية معينة من قبيل تغيير النظام الحاكم في دمشق، موضحا أن التنظيمات الإرهابية تستخدم بمكر عدم الاستقرار في المنطقة لتحقيق غاياتها.
وأضاف قائلا: "إنهم يجعلون الحياة لا تحتمل بالنسبة لأي شخص يرفض مشاطرتهم إيديولوجيتهم القاتلة، ويستغلون الدين الإسلامي كتغطية لجرائمهم".
ولفت إلى أن روسيا ترفض أي مخطط لتقسيم سوريا، حيث قال: "لا يجوز أن تكون هناك أي خطط ترمي إلى تقسيم البلاد، وكانت مجموعة فيينا ومجموعة دعم سوريا قد دعتا إلى الحفاظ على وحدة أراضي سوريا".
وأوضح وزير الخارجية الروسي إلى أن موسكو ما فتئت تدعو إلى اللجوء لصناديق الاقتراع من أجل تقرير مصير الأسد، وتابع: "إنهم يقولون إن السنة في سوريا يكرهون الأسد. وإذا كانت المشكلة تتمثل في ذلك، فعليكم إجراء انتخابات مبكرة والتغلب عليه إذا خاض تلك الانتخابات".
كما أكد لافروف على أن المهمة الرئيسية في سوريا تكمن في "الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية" على حد تعبيره.