اتهم أمير
جبهة النصرة في
القلمون "أبو مالك التلي"، المعروف أيضا بلقب "أبو مالك الشامي"،
تنظيم الدولة بقتال المجاهدين وطردهم من المناطق، وتسليمها للنظام في حلب، ثم منع النفط عن المجاهدين وبيعه لنظام الأسد.
وقال "أبومالك الشامي"، في شريط سمعي نشر الجمعة، إن هدف التنظيم بات واضحا، و"هو هدم المشروع الجهادي، وإطفاء نور الإسلام بمؤامرات خارجية، قد تخفى على كثير من عناصر التنظيم، فبعدما طعنوا بالمسلمين وبخاصة المجاهدين في أغلب المناطق، سلموا قراهم للنظام وهجروا المسلمين وقتلوا قادات الجهاد".
وتابع التلي في الشريط الذي حمل عنوان "
النداء الأخير أن التنظيم، قام بـ"تسليم المناطق دون قتال مثل سنجار في العراق، ومناطق الشمال السوري، حيث بدأت القرى تسلم بدون قتال واحدة تلو الأخرى بعد أن غصبت من المجاهدين".
ورأى "التلي" أن عناصر "ما يسمى تنظيم الدولة أبعد ما يكونون عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم، والخلافة الإسلامية منهم براء".
وشدد "التلي" على أن عناصر التنظيم بالغوا في قتل المسلمين واستحلال دمائهم وأموالهم، وهنا تم إدخال مقطع من كلام لأبو محمد العدناني المتحدث باسم التنظيم يقول فيه: "سنفرق الجماعات ونشق صفوف التنظيمات، نعم لأنه مع الجماعة لا جماعات، سنقاتل الحركات والتجمعات والجبهات. سنمزق الكتائب والألوية والجيوش حتى نقضي بإذن الله على الفصائل، نعم وسنحرر المحرر".
ولفت "التلي" إلى إصرار التنظيم على تكفير من يخالفونه، مؤكدا أن التنظيم طعن ظهور المجاهدين وسلم المناطق التي كانت تحت سيطرته للنظام، لاسيما في ريف حلب، فضلا عن أن الرقة ودير الزور والحسكة باتت مهددة بالسقوط، وتساءل "التلي" باستهجان: "أي خلافة هذه التي سفكت من أجلها دماء معصومة لـ6500 مجاهد من المهاجرين، قتلوا في معركة عين العرب، ما يسمى كوباني".
وقال "التلي" إن التنظيم يمنع مرور النفط إلى المناطق المحررة ويرسله إلى النظام، منتقلا إلى خطاب من يبايعون التنظيم في منطقة القلمون، مستنكرا حوادث قتل أبو أسامة البانياسي وأبو عرب الزين و"نحر" المقنع ومجموعته، وسحب السلاح من شباب ريف حمص والقلمون وتخزينه في المستودعات.
ووجه "التلي" نداء خاصا بالاسم إلى "الشيخ نبيل ومازن خلوف وأبو الهدى وأبو خالد السريع"، للتحاكم إلى شرع الله وترك التنظيم، و"التوبة إلى الله"، و"التبرؤ من هؤلاء المجرمين الذين قتلوا حلم الصادقين في إقامة الخلافة على منهاج الراشدين، فقتلوا وشردوا وكفروا الكثير ممن يذودون عن أعراض المسلمين".
وحذر "التلي" من أن كلمته هي بمثابة "النداء الأخير" الذي ينبغي لقيادات التنظيم وعناصره في التنظيم أن يستجيبوا له قبل أن يكونوا من "الهالكين"، دون أن ينكر أن بعض هؤلاء آواه ونصره (أي آوى أبو مالك).
وختم التسجيل بمقتطفات من كلمة أمير جبهة النصرة "أبو محمد الجولاني" تتضمن بعض التوجيهات لعناصر الجبهة في سلوكهم اليومي ومعاركهم.
ويعد "أبو مالك" واحدا من أبرز قياديي النصرة، ومن أقوى الشخصيات في القلمون، وقد اتخذ موقفا مغايرا لزعيم الجبهة بخصوص الاقتتال مع تنظيم الدولة، ففضل عدم الاحتراب مع عناصر التنظيم في القلمون، بل إن هناك من يقول إن "التلي" حمى عناصر التنظيم ودافع عنهم ومنع وصول بعض الكتائب إليهم، قبل أن يأتي التسجيل الأخير، الذي يعد بمثابة استدارة كاملة من "التلي"، تكشف اتخاذه قرارا نهائيا بمحاربة التنظيم في القلمون، وربما استئصاله.