أثارت تصريحات وزير الخارجية الأمريكي
جون كيري، التي اعتبر فيها الانتفاضة الثالثة الفلسطينية "عملا إرهابيا"، غضب الفلسطينيين الذين رأوا أنها تأتي في سياق الدعم الكامل من الإدارة الأمريكية للاحتلال الإسرائيلي، وتشجع الأخير على مواصلة جرائمه بحق الشعب الفلسطيني.
ووصل كيري إلى المنطقة، الثلاثاء، في جولة جديدة التقى خلالها برئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي طلب منه العمل على وقف "العنف" ضد الإسرائيليين، وأعقبه لقاء برئيس السلطة الفلسطينية
محمود عباس، طالبه فيه كيري بـ"العمل على تهدئة الأوضاع"، بحسب الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة.
غطاء أمريكي
يقول الباحث السياسي ثابت العمور، إن ما صرح به كيري "ما هو إلا تعبير واضح عن
الموقف الأمريكي الرسمي، الذي لا يرى في انتهاكات الاحتلال أي جريمة".
وأضاف لـ"
عربي21" أن "الاحتلال لم يكن يجرؤ على ارتكاب مثل هذه الجرائم بحق الشعب الفلسطيني وأطفاله، لولا دعم وغطاء أمريكي متعدد، بما في ذلك استعمال حق الفيتو ضد أي إدانة للاحتلال في مجلس الأمن الدولي".
وبين أن "واشنطن لا تلتفت إلى دماء الفلسطينيين؛ لأنها وقعت في الفعل الإجرامي ذاته؛ حينما كانت في أفغانستان العراق، وهي المسؤولة عن ما يحدث الآن في الضفة والقدس؛ من إعدام صامت للأطفال، وجرائم حرب يرتكبها الاحتلال"، متهما إياها بأنها "وسيط غير نزيه في عملية السلام المجمدة منذ سنوات؛ لأنها لم تقم بدورها، ولا ترى إلا ما تريد إسرائيل".
واعتبر العمور أن كيل الإدارة الأمريكية الأمور في الأراضي الفلسطينية بـ"مكيالين" يدفع في اتجاه استمرار الانتفاضة وانتشارها، وهو عكس ما يسعى إليه كيري، متوقعا أن يزداد "التغول الإسرائيلي خلال الفترة القادمة بشراكة أمريكية".
من جانبه؛ قال الناشط في مقاومة الاستيطان، المقيم في مدينة الخليل، عيسى عمرو، إن "كيري وإدارته جزء من المشكلة، وهما طوق النجاة لنتنياهو، وتصريحاته غير مفاجئة؛ لأنه ليس طرفا في الحل".
وأضاف لـ"
عربي21" أن أمريكا، الحليف الاستراتيجي للاحتلال، لا خيار أمامها سوى أن تدافع عنه بكل الوسائل، مبينا أن "أطفال الضفة الذين يُعدمون اليوم؛ هم نفس أطفال غزة الذين قتلوا بالأمس، ولم تحرك أمريكا ساكنا تجاههم".
عور أمريكي
وقالت الناشطة المجتمعية باسمة النويري لـ"
عربي21" إن "كل الحكومات الأمريكية أدانت بالولاء للوبي الصهيوني المتحكم فعليا بأمريكا"، مؤكدة أن أمريكا تبحث عن مصالحها فقط، فلا مكان لديها للإنسانية أو الضعفاء أو المظلومين، وأطفالنا ضحية تلك السياسية الظالمة".
أما الشاب عيسى علوان، المقيم في غزة؛ فوصف كيري بـ"الأعور الذي لا يرى شلال الدماء الفلسطيني"، وقال إن وزير الخارجية الأمريكي يسعى بكل قوة إلى إرضاء إسرائيل، ليكون الرئيس الأمريكي القادم".
وأضاف لـ"
عربي21" أن "أمريكا التي تدعم الاحتلال بالسلاح والمال، وتبدي تعاونا غير محدود معه في كافة المجالات؛ تسعى لأن يكون الاحتلال متفوقا على الدوام"، مؤكدا أن "الكل الأمريكي يتنافس لإرضاء
اللوبي الصهيوني".
من جهته؛ اعتبر الصحفي محمد الزعانين، أن تصريحات كيري تعبر عن "انحياز تام للاحتلال الإسرائيلي"، مستهجنا زيارة كيري "غير المرحب به، وحديثه بحق العمليات النضالية التي ينفذها الفلسطينيون للدفاع عن وطنهم وحقوقهم المغتصبة".
وقال لـ"
عربي21" إن استمرار الموقف الأمريكي المنحاز للاحتلال؛ يمثل باعثا أساسيا لاستمرار جرائم الاحتلال البشعة بحق المدنيين الفلسطينيين، مؤكدا أن "الإدارة الأمريكية تتحمل مسؤولية كل ما يرتكب من جرائم بحق شعبنا".
وتنوعت عمليات الفلسطينيين ضد الاحتلال الإسرائيلي؛ ما بين طعن ودهس وإطلاق نار، وغيرها من وسائل المواجهات الشعبية، وبلغ عدد القتلى الإسرائيليين 19 منذ الأول من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بينما بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين 97، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.