قالت مصادر
إسرائيلية، إن السلطات الأمريكية أفرجت الجمعة عن الجاسوس الإسرائيلي جوناثان
بولارد (60 عاما)، من سجونها التي قضى فيها 30 عاما، عقب إدانته بالتجسّس لصالح إسرائيل.
وأكدت الإذاعة الإسرائيلة، أن السلطات الأمريكية قامت الجمعة بالإفراج عن بولارد، بموجب شروط عدّة، من بينها حظر مغادرته الولايات المتحدة على مدار الأعوام الخمسة القادمة، وكذلك منعه من استخدام الإنترنت.
وبحسب الإذاعة، فقد توجّه بولارد بطلب للرئيس الأمريكي باراك أوباما يقضي بالسماح له بالمغادرة إلى الأراضي المحتلة، خلافا للشرط المفروض عليه، الذي يتمتّع رئيس الولايات المتحدة بصلاحية إلغائه.
وكان جوناثان بولارد الخبير السابق في البحرية الأمريكية، اعتقل في الولايات المتحدة عام 1985، بعد أن نقل إلى تل أبيب آلاف الوثائق السرية عن أنشطة أجهزة الاستخبارات الأمريكية، وحكم عليه آنذاك بالسجن مدى الحياة، بتهمة ممارسة
التجسس والتخابر لصالح إسرائيل.
ورفض رؤساء أمريكيون متعاقبون مطالب إسرائيلية بالعفو عن بولارد الذي حصل في عام 1995 على الجنسية الإسرائيلية.
من جانبها، ترى مصادر إعلامية أمريكية وإسرائيلية، أن من شأن الإفراج عن بولارد ترضية تل أبيب و"تلطيف الأجواء" بينها وبين واشنطن، في أعقاب الاتفاق النووي مع إيران، الذي أثار استياء إسرائيليا بالغا.
كما أن هذه الخطوة تعطي الرئيس الأمريكي ونواب الحزب الديموقراطي دفعا قبل انتخابات عام 2016، بما هي انعكاس لقوة العلاقة الأمريكية - الإسرائيلية، وطي صفحة السجال في شأن الاتفاق النووي.
وأدين بولارد عام 1984 بتسريب آلاف الوثائق المصنفة "سرية للغاية" إلى إسرائيل، في شأن أنشطة تجسس الولايات المتحدة على دول عربية خصوصا.
ساعدت الوثائق التي نقلها بولارد إلى إسرائيل في تفجير مقر منظمة التحرير الفلسطينية في تونس عام 1985، وكذلك في قتل الرجل الثاني في المنظمة خليل الوزير (أبو جهاد) في تونس عام 1988.
لكن بالنسبة إلى الولايات المتحدة، فإن التجسس أسفر عن أضرار كبيرة لمصالحها خلال الحرب الباردة.
ووفقا لبعض التقارير الإعلامية، فإن بولارد قد يكون سلّم دولا أخرى غير إسرائيل معلومات حاسمة ربما انتهى بها المطاف للوقوع بأيدي الاتحاد السوفياتي في حينه.
ووفق جدول وزارة العدل، كان من المقرر الإفراج عن بولارد السبت، لكن الموعد تضارب مع العطلة الأسبوعية لدى اليهود، ما حتّم إطلاق سراحه الجمعة.