عزت الشهبندر: وفاة أحمد الجلبي تثير علامات استفهام

أكد النائب العراقي السابق عزت الشهبندر الأربعاء، أن وفاة زعيم المؤتمر الوطني العراقي أحمد الجلبي بشكل مفاجئ "تثير علامات الاستفهام كونه كان يتبع نظام صحيا بامتياز"، مؤكدا أن نتائج حاسمة عن أسباب الوفاة التي يقوم بها أطباء من لندن وواشنطن ستظهر الخميس "لقطع الشك باليقين"، بحسب قوله.

وقال عزت الشهبندر في تصريح لشبكة رووداو الكردية، إن "زعيم المؤتمر الوطني العراقي أحمد الجلبي كان ممتعضا وخاصة في ليلة وفاته، كون المرحلة الحالية ظلمت الكفاءات والإمكانات، وحكمتنا المحاصصة التي أبعدت الطاقات الكبيرة والتاريخية في تاريخ المعارضة العراقية"، مبينا أنه "لم يتسلم أي منصب سوى لعدة أشهر نائبا لرئيس الوزراء حينما كان زعيم التحالف الوطني إبراهيم الجعفري رئيسا للوزراء"، على حد قوله.

وأضاف الشهبندر أن "الجلبي تحالف مع الكثير من الكتل السياسية كالتيار الصدري والمجلس الأعلى، لكنه لم يحظ بأي موقع يستطيع من خلاله أن يكرس طاقاته وقدرته النادرة في خدمة العراق"، مؤكدا أن "تلك الأسباب دفعت بالجلبي إلى الامتعاض من الأوضاع في البلاد"، موضحا أن "عائلة الجلبي اصطحبت معها أطباء من بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية لإجراء فحص على جثمانه، والتأكد من أسباب الوفاة كونها لديها شكوك حيال وفاته"، كما شدد أن "وفاة زعيم المؤتمر الوطني بشكل مفاجئ وغريب تثير علامات الاستفهام، كونه كان يتبع نظاما صحيا بامتياز". 

وأشار الشهبندر إلى أن "نتائج فحص العينات ستظهر الخميس، لقطع الشك باليقين عن أسباب حالة الوفاة، وليس هناك مجال للشك، لأن النتائج ستعلن الخميس"، واصفا "الحديث عن وجود آثار خنق على جثمان الجلبي بغير الصحيح أبدا".

"مات مسموما"

بدورها، قالت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، التابعة لحزب الله، إن وفاة الجلبي جاءت نتيجة لـ "تسميمه"، بحسب ما قالت "أطراف عراقية" عديدة.

وأضافت الصحيفة أن أطراف عراقية عديدة على أن الوفاة حصلت في ظروف مشبوهة وأن الحجة الرسمية التي أعلن عنها، وهي ذبحة قلبية، غير مقنعة، لكون الجلبي كان يتبع نظاماً غذائياً صحياً ويخضع لفحوصات دورية ويمارس الرياضة ثلاث ساعات في اليوم.

وأشارت إلى أن الفرضية الأكثر رواجاً بين هذه الفئات نظرية تسميم الجلبي الذي توفي أثناء نومه، وهو ما دفع إلى اتخاذ إجراءات لتشريح جثته. ومع ذلك، تؤكد جهات عراقية قريبة من الجلبي أنه "في هذا العالم (ويقصد عالم الاستخبارات) يمكن أن يكون السم قد وضع له منذ فترة وحقق مفعوله اليوم. بل يمكن أن يكون قد سمّم من دون القدرة على اكتشاف ذلك في التشريح"، بحسب الصحيفة.

وكان جثمان الجلبي شيع في بغداد، الأربعاء، وهو السياسي العراقي الذي أقنع واشنطن بغزو العراق في عام 2003، بمعلومات ليس لها مصداقية عن القدرات العسكرية لصدام حسين، إذ عثر عليه ميتا في سريره في بغداد، في حين قال التلفزيون العراقي بخبر عاجل إن سبب وفاته كان "أزمة قلبية".

وصعد نجم الجلبي وهو شيعي علماني، زعيما للمؤتمر الوطني العراقي في المنفى آنذاك الذي لعب دورا رئيسا في تشجيع الإدارة الأمريكية للرئيس السابق جورج بوش على غزو العراق والإطاحة بصدام.

وولد الجلبي عام 1944 لأسرة ثرية في بغداد، وعاد إلى العراق بعد فترة قصيرة من سقوط صدام، متوجا سنوات من العمل في الخارج لإقناع واشنطن بالإطاحة بالرجل الذي حكم العراق بقبضة حديدية على مدى عشرات السنين.

ونجح في نهاية الأمر، في أعقاب هجمات 11 أيلول/ سبتمبر، بإقناع الولايات المتحدة بأن صدام له صلة بتنظيم القاعدة وأن لديه أسلحة دمار شامل، وثبت في وقت لاحق أنها مزاعم لا تستند إلى أساس.