تفاجأ سكان حي الحسين السُني في بغداد الخميس باقتحام مليشيات ترتدي الزي العسكري وتستقل عربات حكومية؛ وهي تطلق عبر مكبرات الصوت شعارات طائفية وتقوم باستفزاز أهالي الحي من خلال إطلاق العيارات النارية وإجبارهم على رفع رايات شيعية عند مداخل ومخارج الحي.
وقال محمد العسافي، وهو من سكان الحي وصاحب محل تجاري لـ"
عربي21" إن أحد عناصر المليشيات أمره أن يرفع راية خضراء فوق محله رُسم عليها صورة لما يعتقده
الشيعة أنه الإمام الحسين، واضطر لرفعها حتى لا يُعرض نفسه للخطر.
وأضاف العسافي أن السبب الذي يدفع المليشيات بالتوجه لاختراق هذا الحي الذي شهد عام 2006 قتالا ضاريا بين تنظيم القاعدة والمليشيات للسيطرة عليه، هو الكثافة السنية وخلوه من أي تواجد شيعي أو حزبي.
ويقول العسافي: "إنها محاولات يائسة لتشييعه والاستحواذ عليه بكل الطرق حتى ولو كان من الخارج ولمعرفة ردة فعل
السنة"، منوها إلى أن الحي أصبح بالنسبة للمليشات أولوية ويجب ضمه إلى حيين شيعيين آخرين يقعان بالقرب منه، فهم يكثفون في كل مناسبة دينية من عمليات الدهم والخطف والاعتقال على الهوية لإفراغه من السنة.
وأشار العسافي إلى أنه "بعد اتصال الأهالي بالشرطة المحلية المسؤولة عن حماية الحي وإخبارهم عن تصرفات هؤلاء المليشيات الخارجة عن سلطة القانون، لم تستطع الشرطة من إيقاف تصرفاتهم الاستفزازية".
وبين العسافي أن عناصر المليشيات زادوا من الكتابات والشعارات
الطائفية التي تنال من السنة على جدران المنازل والمدراس، فضلا عن وضعهم في بداية كل مدخل شارع فرعي لوحات سود كُتب عليها: "أين تفرون يا أتباع زيد وقتلة الحسين"، داعيا الحكومة إلى أن تجد حلا سريعا لهؤلاء الطائفيين وأن لا تأخذ الأجهزة الأمنية دور المتفرج وسط هذه الاستفزازات وحملة تشييع المناطق السنية بالقوة، على حد تعبيره.
ويقول أركان طالب؛ وهو من سكان حي الحسين لــ"
عربي21" أن "مليشيات
الحشد الشعبي تجوب الحي ليلا نهارا بسيارات مدنية وعسكرية وتطلق عبر مكبرات الصوت أناشيد تمجد الحشد وأغاني دينية حسينية تسمى باللطميات"، مضيفا أن الأغلبية الساحقة من سكان الحي بالأصل هم مهجرون وكل مواطن هنا إما فقد بيته أو فقد شخصا عزيزا من عائلته بسبب هذه المليشيات.
يشار إلى أن العديد من الأحياء السنية في مناطق متعددة من
العراق، تعرضت خلال السنوات والأشهر الماضية إلى هجمات طائفية مختلفة وتغيير ديمغرافي على يد جماعات مسلحة تنتمي إلى مليشيات الحشد التي تسيطر على الشارع لأنها تحظى بدعم المراجع الدينية الشيعية في النجف، وتستند إلى دعم قوى سياسية متنفذة في البرلمان والحكومة.