لا يضعه علماء الإسلام الثقاة، أو الضالعون في الشريعة والموغلون برفق في بحور النص، ضمن قائمة العلماء الذين لا يشق لهم غبار، أو من بين الذين يعتد برأيهم وبفتواهم أو برجاحة عقولهم.
تزلفه ومدحه للنظام في السراء والضراء، وصبح مساء، وتطويعه للنص لقمع الشعب وتدجينه، ومصادرة الحريات وحقوق الإنسان، جعل منه صوتا وسوطا للسلطان.
أحمد بدر الدين حسون، المولود في حلب عام 1949، ابن المربي الشيخ محمد أديب حسون، تخرج في الثانوية الشرعية بحلب، وتابع في قسم اللغة العربية بجامعة الأزهر، ولا يعلم أين درس الماجستير وما رسالته فيها.
وتقول بعض المصادر السورية إنه نال درجة الدكتوراه من جامعة الدراسات الإسلامية في باكستان بدرجة امتياز في الفقه الشافعي، لكن الروايات الأكثر شيوعا تؤكد أنه يحمل الدكتوراه في الفقه الشافعي من جامعة الأزهر.
خرج في بداية شبابه في مظاهرة ضد الاشتراكيين، ثم بعد الحركة التصحيحية بقيادة حافظ الأسد خرج في مظاهرة لتأييده.
يتهمه كثيرون بأنه كان "مخبرا" في الثمانينيات على الجماعات الإسلامية، ثم تطور دوره، وأصبح عضوا في مجلس الشعب السوري لدورتين عن فئة المستقلين ما بين عامي 1990 و1998.
و من المعروف في سوريا هو عدم السماح لـ"رجال الدين" بالوصول إلى مجلس الشعب إلا من خلال ولاءات سياسية وانتماءات أمنية معينة، وكانت علاقته بالرئيس حافظ الأسد علاقة وطيدة وقوية.
ويقال إنه كان أيضا "مخبرا" على الشيخ عبد الفتاح أبو غدة، وكان سببا في منع الكثير من العلماء من الدخول إلى سوريا في ذلك الوقت، من أمثال الشيخ مصطفى الزرقا، والعلماء من بيت الدواليبي، وكانوا يعملون في الحراك السياسي الإسلامي السوري.
قربه من قيادة "حزب البعث" ومن الرجال الأقوياء في النظام جعل منه "شيخا" مفضلا للنظام؛ إذ أخذ في التقدم في المناصب "الدينية"، وما لبث أن عين مفتيا لحلب عام 2002.
ووضعته وفاة مفتي سوريا الشيخ أحمد كفتارو عام 2010، إثر نوبة قلبية، على رأس هرم الإفتاء في سوريا، بتعيينه مفتيا للبلاد عبر مرسوم رئاسي موقع من بشار الأسد شخصيا.
ولم يكذب حسون خبرا، ولم يخذل من وضعه في المنصب، فقد خالف حسون رغبات وتطلعات أبناء سوريا مع بدء الاحتجاجات عام 2011 المطالبة بداية بإصلاحات، فقد شخّص بأن ما يحدث في سوريا تقف وراءه "أياد خارجية".
وتمادى كثيرا في دفاعه عن النظام، الأمر دفع بنحو ألف عالم إلى مطالبة الأزهر بسحب أي قيمة علمية له، وإسقاط الصفة الدينية عنه، وسحب شهادته الدينية الممنوحة من الأزهر، ومنعه من المشاركة في أي نشاط إسلامي ينظمه الأزهر على مستوى الدول، للكف عن ظلمه، والإقلاع عن المشاركة في القمع الجاري في سوريا.
وأصدر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يرأسه الشيخ يوسف القرضاوي بيانا انتقد فيه الحسون.
وتقول مواقع للثورة السورية إنه اعتقل أكثر من 223 عالما، ويقوم حسون بالإشراف على التحقيق مع عدد منهم بشكل شخصي ومباشر، هو ومساعده أمين الفتوى في سوريا.
ولم يفقد كثيرون الأمل منه بتغيير موقفه؛ فقد خرجت إشاعات قالت إن الحسون انضم إلى الثورة، لكن اتضح أنها غير صحيحة.
و بعد أن قام مسلحون بقتل ابنه سارية حسون، البالغ من العمر 21 عاما، اتهم المفتي حسون السعودية وتركيا بالتخطيط للعملية، وبأنهم دفعوا 50 ألف ليرة سورية لقتل ابنه، وقال إن "متطرفين من السعودية ومصر ودول أخرى يشاركون في التظاهرات في سوريا".
حسون الذي يعدّ مقربا من الرئيس بشار الأسد الذي صلى بجانبه في مسجد دمشق، بالرغم من التهديدات التي تلقاها، ينفي عن نفسه تهمة العمالة للنظام، ويدعي بأنه يخشى جهاز المخابرات السورية، وأنه عانى منها الأمرين، فقد قامت المخابرات بتجريده من منصبه مفتيا للبلاد من عام 1972 إلى عام 2000، كما منعته من إلقاء خطبة يوم الجمعة في مسجد حلب، إضافة إلى منعه من إلقاء محاضرات في أربع مناسبات مختلفة، وفقا لقوله.
وأوضح حسون أن "طبيعة أجهزة المخابرات هي ذاتها في جميع أرجاء العالم، فاهتمامهم بالدرجة الأولى ليس بالجانب الإنساني، بل بالدولة، كما يمكن أن يتخذوا قرارات ضد رئيس البلاد إن اقتضى الأمر ذلك".
تتهمه عدة جهات سوريه بالتشييع وبموالاة إيران، لكنه ينفي ذلك، ويفند رواية انتشار التشيع بين أهل السنة بدعم إيراني وموافقة رسمية سورية.
يرفض اتهامه بأنه مفتي النظام السوري، قائلا: عمرنا في ميدان الدعوة ليس جديدا، فوالدي كان أستاذ الفقه الشافعي في الثانويات الشرعية في سوريا، ومن قبله جدي وإخوتي، وأنا أعدّ نفسي مفتيا للجمهورية العربية السورية، ولست مفتيا لمذهب واحد أو لطائفة".
لكن نفيه لا يصمد طويلا، وما يلبث أن يتهاوى كبيت العنكبوت، حين يدافع بشكل فج عن النظام معلنا "أن الجهاد دفاعا عن النظام فرض عين".
ويسير ضمن الخط العام للدولة السورية المعادي لـ"الإسلام السياسي" فهو يرفض إنشاء أحزاب دينية في بلاده، مطالبا الإسلاميين "الذين يريدون الاشتراك في السلطة أن يدخلوا في أحزاب سياسية وليس في أحزاب تحمل أسماء دينية".
وقال إنه يقصد بذلك "الإخوان المسلمين" و"حزب التحرير الإسلامي"، طالبا منهم العودة إلى وضعهم بوصفهم جمعيات ثقافية وتربوية وتعليمية، كما أرادها الشيخ حسن البنا والشيخ تقي الدين النبهاني، اللذان كانا يقصدان إنشاء جمعية تربوية أخلاقية روحية فكرية ثقافية، وليس أحزابا سياسية تتصارع على السلطة مع الآخرين، بحسب قوله.
يتحدث أحيانا كما لو كان ضحل الفكر، قصير النظر، ويبدو ذلك بوضوح حين ينفي بسذاجة أن تكون سوريا دولة علمانية، قائلا: "سوريا ليست دولة علمانية وفق المعنى الفرنسي لكلمة العلمانية، فأنا عندما كنت أرى الرئيس الراحل حافظ الأسد يدخل ويصلي مع الناس ويصوم رمضان، وحينما أرى الآن الرئيس بشار الأسد يقسم أمام مجلس الشعب بالله العظيم، والعلماني لا يقسم بالله العظيم، فأي دولة علمانية هذه والقرآن يطبع فيها باسم رئيس الجمهورية وله صورة يمسك فيها بالقرآن يقبله ويضعه على جبينه".
كان يسعى لإغلاق المدارس الشرعية في سوريا بعد تعيينه مفتيا للجمهورية، ومما قال في بعض دروسه :"الذي يريد أن يدرس أبناءه الشريعة الإسلامية فيمكنه ذلك عن طريق سيديات الحاسب الآلي (الأقراص الممغنطة)".
وكثيرا ما أثارت كلمات ألقاها في خطب له بعض الانتقادات، حيث قال في استقبال وفد صحفي أجنبي:" لو طلب مني نبينا محمد أن أكفر بالمسيحية أو باليهودية لكفرت به".
وقد سرب هذه المعلومة للصحافة وزير الأوقاف محمد السيد؛ حيث كان بينهما خصام آنذاك.
المعلومات التي تسرب عنه فاقعة وفاضحة فهو يعدّ "إسرائيل" جزءا من بلاد الشام، يقول: "بلاد الشام تتكون حاليا من سوريا ولبنان وفلسطين والأردن وإسرائيل".
وحين ألقى خطابا في افتتاح حوار الحضارات في مقر البرلمان الأوربي في لوكسمبورغ خاطب الحضور بعبارة "السلام عليكم، كود مورنينغ، بونجور، بونجورنو، شالوم"، ما أثار انتقادات كثير وجهت له لـ"إلقائه التحية باللغة العبرية - شالوم".
رجل بهذه المواصفات هو "لقطة وفرصة ذهبية لا تعوض" لأي نظام، فهو في قضية القمع في سوريا ملكي أكثر من الملك، مطالبا بتدمير مناطق الثورة بمزيد من البراميل.
وهذه الفتوى منحته لقب "مفتي البراميل المتفجرة"، دون أن يتمكن أحد من منازعته على لقب لا يليق بـ"عالم أزهري".
سود الله وجهك ايها الرافضي المتخمس المخابراتي برداء الافتاء السني المفروض عنوة واراك الله ماتكره من امراض تجعلك تطلب الموت لن تجده وارجو ان تموت بمرض الاكلة الذي يصيبك كعضة اسد من فمك حتى تصل لحنجرتك الله لا تمته الا بعد معاناة عشرات السنين يارب بفتواه قتل مئات الالاف