قالت صحيفة "إندبندنت" البريطانية إن رسائل إلكترونية كشفت عن أن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني
بلير، نصح الزعيم الليبي معمر
القذافي بالهروب من
ليبيا؛ ليتجنب الاعتقال.
ويشير التقرير إلى أن هذا الكشف جاء ضمن الرسائل الإلكترونية التي أفرج عنها من حساب وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، وذلك بناء على قانون حرية المعلومات.
وتلفت الصحيفة إلى أنه بحسب الرسائل الإلكترونية، فقد حث بلير القذافي على البحث عن مكان آمن له؛ من أجل وقف العنف في شوارع ليبيا.
ويورد التقرير أنه بحسب رسالة إلكترونية، فقد قال بلير: "الأمر المهم هو وقف حمام الدم والعنف". وقال بلير مخاطبا القذافي: "لو عثرت على مكان آمن يمكنك الفرار إليه فعليك الذهاب إليه؛ لأن ما يجري لن ينتهي بطريقة سلمية، وحتى يحدث هذا يجب أن تكون هناك عملية تغيير. ويمكن إدارة عملية التغيير، وعلينا العثور على طرق لإدارتها".
وواصل بلير قائلا: "لقد تحدثت مع الناس، والكل يريد نهاية سلمية لهذا كله". وأضاف أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة اتخذا مواقف متشددة تجاه النزاع في ليبيا، ما أدى إلى قيام حلف الناتو بشن هجمات جوية ساعدت المقاتلين الليبيين على إنهاء حكم دام 42 عاما.
وتنقل الصحيفة عن بلير قوله: "عندما يرى الناس زعيما يتنحى عن السلطة فسيرضون بهذا". وأضاف: "لو استمر الوضع مدة يوم أو يومين، فإننا نكون قد تجاوزنا الأزمة، ولو لم نستطع المرور عبرها، فإننا نكون قد عبرنا نقطة اللاعودة".
ويقول موقع "ميدل إيست آي" إن القذافي رفض الاستماع للنصيحة، وقتل لاحقا على يد المقاتلين في تشرين الأول/ أكتوبر عام 2011، وتم تسجيل قتله على الفيديو، ونشر على الإنترنت.
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأن الكشف عن اتصالات بين رئيس الوزراء السابق والزعيم الليبي، يعني ضغوطا جديدة على بلير كي يقدم شهادة أمام لجنة برلمانية، حول علاقة
بريطانيا مع ليبيا.
وتورد الصحيفة أن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان البريطاني النائب المحافظ كريسبن بلانت، قد دعا إلى ظهور بلير أمام اللجنة، بعد صدور سيرة ذاتية عن حياة ديفيد كاميرون، التي كشفت محاولة القذافي التوصل إلى صفقة مع بريطانيا التي شاركت في القصف الجوي على ليبيا.
وينوه التقرير إلى أنه منذ انهيار نظام القذافي تعيش ليبيا حالة من الانهيار، حيث يتنافس فيها برلمان وحكومتان، فيما ينشط تنظيم الدولة، الذي أوجد موطئ قدم له في البلد عام 2015، ما يثير مخاوف لتحول ليبيا إلى نقطة نشاط للتنظيم في شمال إفريقيا.
وتبين الصحيفة أن بلير قد أقام علاقات مع النظام الليبي، حيث وقعت بريطانيا معه عقودا نفطية مربحة. وكشفت رسالة مكتوبة عام 2007 عن اعتذار بلير عن الفشل في ترحيل مطلوبين إسلاميين معارضين للنظام الليبي. وجاء فيها: "نأسف، أود إعلامكم أن الحكومة البريطانية لم تنجح في الدعوى القضائية المتعلقة بالترحيل إلى ليبيا".
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أن بلير أخبر القذافي قائلا: "اشعر بخيبة الأمل من قرار المحكمة"، وأضاف: "أعتقد أنه يجب ألا يؤثر القرار على العلاقة الثنائية والتعاون الذي تطور بين المملكة المتحدة وليبيا في السنوات الأخيرة". وقال: "لقد حققنا تقدما، ومن المهم لشعبينا أن نستمر بعمل هذا، وليس أقل من التعاون في مكافحة الإرهاب".