اقتحم عشرات المستوطنين
اليهود، ساحات
المسجد الأقصى، اليوم الثلاثاء، تحت حراسة الشرطة
الإسرائيلية، التي قيّدت في الوقت ذاته دخول المسلمين للمسجد.
وقال أحد حراس المسجد لوكالة الأناضول للأنباء، إن عشرات المستوطنين اقتحموا ساحات المسجد، منذ صباح اليوم عبر باب المغاربة (الذي يقع في الجدار الغربي للمسجد) تحت حراسة عناصر الشرطة.
وأضاف الحارس الذي رفض ذكر اسمه، أن "الشرطة سمحت بدخول المستوطنين، لكنها في المقابل تمنع الشبان الفلسطينيين الذين تقل أعمارهم عن 40 عاما من دخوله منذ مساء يوم أمس".
ولفت إلى أن العشرات من المصلين اضطروا لأداء صلاة الفجر على مقربة من بوابات المسجد بعد منعهم من الدخول إليه.
من جانبه، قال "المركز الإعلامي لشؤون
القدس والأقصى" (غير حكومي) في بيان، إن عدد المستوطنين الذين اقتحموا المسجد الأقصى اليوم بلغ 173 مستوطنا.
وكانت لوبا السمري، المتحدثة بلسان الشرطة الإسرائيلية، قد قالت في تصريح مكتوب أرسلت نسخة منه لوكالة الأناضول للأنباء، إن الشرطة فرضت قيودا على دخول المصلين المسلمين للمسجد، شملت منع الرجال الذين تقل أعمارهم عن 40 عاما.
وبررت السمري الإجراء الإسرائيلي بـ"وجود نوايا لشبان عرب، بتنفيذ أعمال إخلال بالنظام".
من جانبها، قالت إدارة الأوقاف الإسلامية في القدس، إن حراس المسجد "أصروا على عدم السماح لمستوطن إسرائيلي باقتحام المسجد، بعد أن كان شتم النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - الشهر الماضي".
وأضافت الدائرة، التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية، في تصريح صحفي، إن "حراس المسجد طردوا المتطرف الذي شتم النبي محمد - عليه الصلاة والسلام - قبل الشهر الماضي، بعد أن سمحت له شرطة
الاحتلال اليوم بالدخول من باب المغاربة".
ونظمت نسوة فلسطينيات، وقفة احتجاجية قبالة باب السلسلة (إحدى بوابات المسجد الأقصى)، بعد منع الشرطة للعشرات من النساء المسلمات من دخول المسجد.
وقد انتشر الآلاف من أفراد الشرطة الإسرائيلية، صباح اليوم الثلاثاء، في مدينة القدس الشرقية، استعدادا لإحياء الإسرائيليين، بدءا من مساء اليوم الثلاثاء "يوم الغفران اليهودي"، الذي يستمر حتى ساعات مساء غد الأربعاء.
ولاحظ مراسل وكالة الأناضول للأنباء، تواجدا واضحا لقوات الشرطة على بوابات البلدة القديمة في المدينة، وفي أزقتها وعند بوابات المسجد الأقصى، ومحيط حائط البراق الذي يسميه اليهود "حائط المبكى"، جنوب المسجد.
وتدافع عشرات الآلاف من اليهود منذ ساعات مساء أمس إلى حائط البراق، لأداء الصلوات، استعدادا لإحياء "يوم الغفران" مساء اليوم.
الاحتلال يبعد 227 مقدسيا عن الأقصى
وفي سياق متصل، أفاد تقرير حقوقي بأن إسرائيل أبعدت 227 مقدسيا عن المسجد الأقصى منذ بداية العام الجاري.
وقالت دراسة حقوقية أوروبية، إن السلطات الإسرائيلية أبعدت 227 مقدسيا عن المسجد الأقصى، بمدينة القدس، منذ بداية العام الجاري.
وذكرت الدراسة التي أصدرها المرصد الأورمتوسطي لحقوق الإنسان (مؤسسة حقوقية أوروبية غير حكومية تتخذ من جنيف مقرا لها)، اليوم الثلاثاء، ووصلت وكالة الأناضول للأنباء نسخة منها، أن السلطات الإسرائيلية أبعدت منذ بداية العام الجاري وحتى نهاية شهر آب/ أغسطس الماضي 227 مقدسيا عن المسجد الأقصى، فيما اعتقلت 255 آخرين من ساحات المسجد وعلى مداخله.
وأوضح المرصد أن قرارات الإبعاد شملت 119 رجلا، و83 امرأة، و25 طفلا (دون 18 عاما).
ووثق المرصد اعتقال الشرطة الإسرائيلية 255 مقدسيا من ساحات المسجد الأقصى، وعلى مداخله منذ بداية العام 2015 وحتى نهاية آب/ أغسطس الماضي، بينهم 116 رجلا، و95 امرأة، و44 طفلا (دون سن الـ18 عاما).
وقال المرصد إن السلطات الإسرائيلية وسعّت منذ بداية العام الجاري من قرارات الإبعاد التي تتخذها بحق كبار السن، والنساء المصليات والأطفال وحراس المسجد الأقصى، الذين يتبعون وزارة الأوقاف الأردنية.
ورصد المرصد ازديادا ملحوظا في أعداد اليهود الذين يدخلون إلى ساحات المسجد الأقصى.
وأوضح أن عدد اليهود الذين زاروا باحات المسجد الأقصى في عام 2014 بلغ ما يقرب من 11 ألف يهودي، بزيادة بنسبة 28% عن أولئك الذين جاءوا لزيارته عام 2013.
وقال إن عدد المستوطنين الذين دخلوا ساحات المسجد الأقصى على مدار الثمانية أشهر الأولى من عام 2015 بلغ قرابة 7200 مستوطن، رافقهم 820 ضابطا وجنديا إسرائيليا.
وأضاف: "نحذر إسرائيل من مواصلة استفزازاتها لمشاعر المسلمين، لأنها ستؤجج حالة التوتر على الأرض، ما قد يشعل صراعا دينيا تتبعه نتائج كارثية".
وتشهد مدينة القدس توترا كبيرا منذ نحو أسبوعين، إثر مواصلة الشرطة الإسرائيلية والمستوطنين اليهود، اقتحام المسجد الأقصى.