منذ نحو عام، سيطر مسلحو جماعة "أنصار الله" المعروفة بـ"الحوثي" بمساندة قوات الرئيس المخلوع
علي عبدالله صالح، على العاصمة
اليمنية صنعاء، ليطوقوا بذلك مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية دون أي مقاومة تذكر من القوات الحكومية، باستثناء قوات الفرقة الأولى مدرع الموالية للجنرال علي محسن الأحمر، ما سبّب صدمة لدى اليمنيين.
وتحل على اليمنيين الذكرى الأولى لسقوط العاصمة صنعاء بيد جماعة
الحوثيين المسلحة في مثل هذا اليوم 21 أيلول/ سبتمبر 2014، الذي تصفه شخصيات وقوى يمنية بأنه "يوم النكبة" على البلاد. بينما أعلنت هذا اليوم "عطلة رسمية" احتفاءً بذكرى ثورتهم المزعومة.
ورغم حملة الضربات الجوية التي شنها التحالف العربي بقيادة السعودية، والعمليات المسلحة التي تشنها المجموعات التابعة للمقاومة الشعبية وقوات الجيش الوطني الموالي للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، فإن الحوثيين وحلفاءهم ما زالوا يحتفظون بسيطرتهم على العاصمة ومدن عدة وسط وشمال البلاد، باستثناء المحافظات الجنوبية، التي نجحت قوات الشرعية بدعم من التحالف في طرد الحوثيين والقوات الموالية لهم منها، في تموز/ يوليو وآب/ أغسطس.
عام من الحقائق المفجعة
وفي هذا السياق، أوضح عضو المنتدى السياسي للتنمية الديمقراطية فهد سلطان، أن "محاولة تقييم المرحلة التي سيطر فيها الحوثيون على القرار السياسي للدولة لعام كامل سنكون أمام عدد من الحقائق المفجعة".
وقال في حديث خاص لـ"
عربي21"، إن "سقوط الدولة واستهدافها بشكل مباشر من خلال تعطيل المؤسسات بصورة كاملة، باستثناء عدد محدود منها كانت تؤدي دورا وهي الآن في طريقها إلى التلاشي، وتورط قيادات كبيرة في الدولة، كان فيه تسهيل لتلك الكارثة".
وتابع حديثه، بأن "الحوثيين خلال عام كامل، قاموا بتفجير حروب ونزاعات بصورة متعمدة في مختلف أرجاء البلاد، الأمر الذي عزز لدى الكثيرين وخاصة من الذين لم يطلعوا على تاريخ الجماعة أن حركة الانتقام هي السمة الأبرز ولا شيء غيره".
وبين عضو المنتدى السياسي أنه منذ سقوط صنعاء في مثل هذا اليوم، فإنه لم يتم بناء أي خدمة في حياة الناس، بل تأكد للجميع أنهم "أمام حركة تدمير لا تعمير"، مدعومة بقوى داخلية وخارجية تنفذ أجندات لا أكثر".
وأشار سلطان إلى أن "خروج الحكم من المركز ـ أي مركز الزيدية السياسية ـ بصعود الرئيس هادي وإقرار الأقاليم، كان هو حركة البداية بالنسبة لجماعة الحوثي والرئيس المخلوع صالح؛ بناء على فرضية أن خروج الحكم من المركز وتوزيع الصلاحيات سيفقده القدرة على الحكم مرة ثانية وسيصادر على الزيدية الامتيازات التي ظلت لعقود حكرا لها".
وذكر أن دخول التحالف العربي الذي تقوده السعودية في خط تحرير اليمن، مثّل "شعورا بحجم الخطر الذي تمثله الجماعة والانقلاب بشكل عام على الداخل والخارج".
لكن السياسي اليمني سلطان، بدا متفائلا بأن "اليمن باتت جاهزة لقيام دولة حقيقية وخاصة بعد إضعاف الانقلابيين والإشكالية في تخلق نخبة جديدة ليس لها صلة بالماضي، تستطيع أن تنطلق وتمسك بزمام الأمور، وهذا ما نحتاجه خلال الفترة القادمة".
عام على سقوط الدولة
من جهته، ذكرت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل، توكل كرمان، أنه "في مثل هذا اليوم من العام الماضي، سقطت الدولة اليمنية بالقوة بيد المليشيا".
وأضافت في تعليق في حسابها الرسمي على موقع "فيسبوك"، أن "ميليشيا الحوثي الفاشية غزت المدن، وقوضت المؤسسات العامة، وقتلت الآلاف وأخفت الآلاف، ونشرت الخراب في كل الأرجاء".
وتابعت كرمان: "رغم ما حدث، فإنه في النهاية ستكون الحرية لليمن والمجد لشعبها العظيم".
عام أسود
وفي شأن متصل، يقول نائب رئيس تحرير صحيفة المصدر علي الفقيه: "مضى عام أسود كئيب على اليمنيين".
وأضاف في حديث خاص لـ"
عربي21"، أنه "لن ينتهي الكابوس المزعج، إلا بعودة الحياة إلى طبيعتها التي يجد اليمنيون فيها دولة تطبب الجراح الغائر، وترمم النسيج الاجتماعي الذي مزقته مليشيات جاءت بأمراض وأحقاد وتخلف القرون الغابرة".
يوم اجتياح صنعاء "عطلة رسمية"
وأعلنت اللجنة الثورية التابعة للحوثيين التي تدير عددا من المحافظات اليمنية، مساء السبت، يوم 21 أيلول/ سبتمبر من كل عام -الذي يوافق ذكرى اجتياحهم العاصمة صنعاء العام الماضي- إجازة رسمية.
وقالت وكالة "سبأ"، التي يسيطر عليها الحوثيون، إن "إعلان الإجازة، يأتي احتفاء بذكرى 21 سبتمبر 2014"، التي يصفونها بـ"الثورة"، بينما تقول الحكومة الشرعية، إنها "انقلاب" اشترك فيه الحوثيون وقوات موالية للنظام السابق.