بعد وقف دعم جبهة جنوب سوريا: مقاتلون بين أوروبا و"الدولة"

مع توقف الدعم المالي عن "غرفة السلاح - الموك" في درعا، تفيد المعلومات بأن مئات الشبان، أغلبهم من المقاتلين في الجبهة الجنوبية في سوريا، يهاجرون إلى أوروبا، بينما ينتسب بعضهم إلى تنظيم الدولة خلال مرورهم بمناطق التنظيم.

وفي هذا السياق، يتحدث مصدر مقرب من تنظيم الدولة في محافظة درعا، لـ"عربي21"، عن هجرة الشبان من درعا إلى الحدود السورية التركية شمالا، في الشهرين الماضيين، بهدف الانتقال إلى أوروبا، بينما بايع آخرون تنظيم الدولة، بعد توقف معارك "الجبهة الجنوبية" في محافظة درعا، وقطع غرفة عمليات "الموك"، المتواجدة في الأردن، دعمها الشهري المقدر بملايين الدولارات عن كتائب الجبهة الجوبية.

وبحسب تقارير صحفية، فإن توقف الدعم المالي عن تحالف "الجبهة الجنوبية"، الذي تشكل بهدف استكمال السيطرة على درعا والانتقال شمالا باتجاه دمشق، ضمن عملية "عاصفة الجنوب"، جاء بعد اتهام قياداتها في صفقات بيع أسلحة لتنظيم الدولة المتمثل بـ"شهداء اليرموك" عبر تجار السلاح المنتشرين فيها، وهي الأسلحة المقدمة لتحرير مدينة درعا من سيطرة النظام السوري.

ووفقا للمصدر، الذي فضل عدم كشف هويته، فإن حوالي 300 شاب من درعا، معظمهم من المقاتلين المتطوعين لدى الكتائب المقاتلة، هاجروا من أقصى جنوب سوريا إلى أقصى شمالها، ووصلوا إلى تركيا، عبر سائقين مدنيين من "مهربي الداخل" من أصحاب العلاقات الواسعة مع حواجز النظام السوري واللجان الشعبية التابعة له، وتنظيم الدولة وحواجز الفصائل المختلفة، نظرا لوجوب دفع مبالغ محددة مسبقا لكل منهم، بهدف تمرير الشبان بسلام.

وبحسب المصدر ذاته، فقد بايع ما يزيد عن 40 شابا من مقاتلي درعا، تنظيم الدولة، وانضموا الى معسكرات التدريب في الرقة، أو في منطقة "بير القصب" طوعا بعد توقف معركة "عاصفة الجنوب".
 
وتابع المصدر أن حوالي 2500 عائلة غادروا محافظة درعا إلى تركيا، خلال الشهرين الأخيرين فقط.

وأردف: تبلغ تكلفة تهريب الشخص الواحد من درعا إلى تركيا حوالي 150 ألف ليرة سورية، وتقسم على دفعات، حيث يدفع للطريق الواصل من درعا إلى منطقة اللجاة غرب السويداء ثم قرية "رجم البقر"، أول نقطة يسيطر عليها تنظيم الدولة في ريف السويداء الشمالي 50 ألف ليرة، وبعدها يوزع المبلغ الباقي على تتمة الرحلة، من قرية "القصر"، وهي التجمع الثاني لتنظيم الدولة على طريق دمشق السويداء (جنوبا) حتى مدينة الميادين (شرقا)، ومنها إلى الحدود السورية التركية، على اختلاف التشكيلات المسيطرة على الطريق، وتنوع الحواجز، وتسعيراتها.

وقال صهيب، وهو أحد الشبان المهاجرين مؤخرا إلى أوروبا، إن هجرة الشبان جاءت عقب الجمود الذي تعيشه درعا، وتوقف المعارك، فضلا عن إيقاف غرفة عمليات "الموك" مرتبات المقاتلين التي تعتاش عائلاتهم عليها.

وبالنسبة لتعامل تنظيم الدولة مع المارين ضمن المناطق التي يسيطر عليها، يقول صهيب: "في قرية رجم البقر في ريف السويداء التي تعد الخط الأول لتجمع عناصر التنظيم، وهم من بدو المنطقة، يجمعنا شخص مدني من أبناء القرية يعمل تحت ظل التنظيم، ثم ينتظر تجمع المسؤولين من جماعة الدولة، ليبدأوا التحقيق معنا، مع التوبيخ لتركنا أرض الجهاد والهجرة إلى بلاد الكفر".

ويضيف صهيب: "خلال التحقيق يتم سحب المطلوبين إن وجدوا، ليتم إخضاعهم لدورات شرعية، ثم نتابع الرحلة التي تستغرق حوالي عشرة أيام".

وبسبب تفشي هذه الظاهرة في المحافظة الجنوبية، فقد أصدر قائد ألوية العمري النقيب جهاد القطاعنة، الذي يسيطر على منطقة اللجاة في درعا، أمرا بإغلاق طريق الهجرة خوفا من مبايعة الشبان لتنظيم الدولة، أو احتجازهم ضمن مناطق سيطرته.

لكن ناشطين يتحدثون عن حالات فردية من هؤلاء الشبان لم تكن وجهتهم الأساسية مبايعة التنظيم، بل كانوا يقصدون الهجرة إلى أوروبا، إلا أن السائق أو المهرب الذي يقود الرحلة والمقرب من التنظيم، أقنع بعضهم بفكرة التنظيم ودعاهم إلى استبدال الهجرة إلى أوروبا بالهجرة إلى "أرض الخلافة".