لماذا تمت تصفية المسؤول الإعلامي لجبهة النصرة بالغوطة؟

تشهد غوطة دمشق الشرقية تصفيات مستمرة للمنتمين لتنظيم الدولة، أو المتعاطفين معه، ومن بين مَنْ تمت تصفيتهم مسؤول المكتب الإعلامي لجبهة النصرة، أبو قسورة الأردني، بعد مبايعته ونجله تنظيم الدولة، بحسب ما يروي مصدر مطلع في الغوطة لـ"عربي21".

فمنذ إعلان أبو بكر البغدادي الدولة في العراق والشام، في نيسان/ أبريل 2013 لدمج الفرع العراقي (دولة العراق الإسلامية)، مع فرع القاعدة السوري، المعروف باسم "جبهة النصرة لأهل الشام" التي أعلن عن تأسيسها في أوائل العام 2012، شهدت العلاقة بينهما خلافات حادة تطورت إلى حالة اقتتال مستمر حتى الساعة.

قبل أكثر من عام ونصف، اتسعت دائرة الاشتباكات لتتحول إلى قتال على أكثر من جبهة، "ففي الوقت الذي تمكن فيه تنظيم الدولة من انتزاع مدن ومساحات شاسعة من يد جبهة النصرة في معقلها الرئيس بالمنطقة الشرقية، استطاعت الجبهة، بالاشتراك مع فصائل أخرى، من بينها جيش الإسلام بقيادة زهران علوش، طرد التنظيم من الغوطة الشرقية في محيط العاصمة دمشق، وهي منطقة إستراتيجية مهمة للتنظيم الذي يطمح بالوصول إلى العاصمة"، حسب ما رواه الناشط المستقل، أبو البراء محمد دوماني، لـ"عربي21".

وتُعد الغوطة الشرقية المكان الأكثر خطورة على المنتمين لتنظيم الدولة، أو المتعاطفين معها، أو حتى الذين "يرفضون قتاله، أو لهم أقرباء في التنظيم لمْ يتم الإبلاغ عنهم، وهؤلاء يتعرضون للاعتقال أو التصفية الجسدية، وهذه العقوبات تشمل حتى القيادات في جبهة النصرة أو الفصائل المنضوية تحت لواء القيادة الموحدة. وبالفعل تَمّ تصفية الكثير من القيادات، من بينها قيادات عراقية قاتلت في العراق قبل تأسيس جبهة النصرة"، كما يقول دوماني.

ويروي مصدر مطلع في الغوطة الشرقية، رفض الكشف عن اسمه، لـ"عربي21"، خفايا إعدام جبهة النصرة لمسؤول المكتب الإعلامي للجبهة في الغوطة، محمد جمال، المكنى بأبي قسورة الأردني، قبل أسابيع.

وأبو قسورة هو أحد قدامى المقاتلين في "الدولة الإسلامية في العراق" أيام الاحتلال الأمريكي.

ويقول المصدر لـ"عربي21": "بدأت المشكلة عندما هرب قسورة محمد جمال، نجل مسؤول المكتب الإعلامي، من الغوطة إلى القابون، حيث يفرض تنظيم الدولة سيطرته على بعض مناطقها، ومن هناك أعلن بيعته للدولة الإسلامية".

ويضيف المصدر: "لم تمض سوى أيام قليلة حتى وصل هذا الخبر إلى أمنيّي جبهة النصرة الذين قاموا على الفور باعتقال والده، محمد جمال، الذي تبين فيما بعد أنه قد بايع التنظيم سرا، وقد تمت تصفيته بشكل سري لتجنب إثارة ردود فعل بعض مقاتلي جبهة النصرة الذين ينظرون لأبي قسورة الأردني كأحد أهم القيادات التي تحظى بقبولهم واحترامهم"، بحسب المصدر.

وقد أثار إعدام مسؤول المكتب الإعلامي لجبهة النصرة في الغوطة الشرقية؛ حفيظة "قيادات سلفية على مستوى رفيع في الداخل والخارج من الداعمين للجبهة، من بينهم المنظر المعروف أبو محمد المقدسي".

ويوضح المصدر أن المنتقدين ألقوا "باللائمة على القاضي الشرعي أبو خديجة الأردني، الذي أصدر قرار التصفية أثناء تواجده في محافظة إدلب، وهو القرار الذي خلق حالة تذمر في صفوف مقاتلي الجبهة تحاول قياداتها تلافيها من خلال إصدار أوامر نقل للكثير من المقاتلين والكوادر وبعض القيادات إلى خارج منطقة الغوطة الشرقية"، وفق ما يؤكده المصدر لـ"عربي21".