بعد فترة من الخلافات، شهدت منطقة غوطة دمشق الشرقية تشكيل
غرفة عمليات مشتركة بين
فيلق الرحمن وجيش الإسلام قبل أيام قليلة، لتجمّد مرحلة من الخلافات داخل القيادة الموحدة التي يقودها قائد
جيش الإسلام، زهران علوش.
وفي حديث خاص بـ"عربي21"، يقول مصدر مطلع من القضاء الموحد في
الغوطة الشرقية، الذي سبق أن جمدت نشاطاته: "يأتي تشكيل الغرفة المشتركة بين جيش الإسلام وفيلق الرحمن كرد فعل على الخلافات الأخيرة بين جيش الإسلام والاتحاد الإسلامي لأجناد الشام الذي يؤازره لواء فجر الأمة، ونجم عنها تجميد القضاء الموحد بشكل شبه رسمي، فيما تراجع دور القيادة الموحدة إلى حدوده الدنيا".
ويذكر أن الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام، بقيادة أبو محمد الفاتح، قد دخل في دوامة من الخلافات مع علوش، بعد موجة من تبادل الاتهامات حول استقلالية القضاء ورفض قائد جيش الإسلام تقديم المعتقلين لديه إلى القضاء الموحد في الغوطة الشرقية.
ويضيف المصدر المطلع من القضاء الموحد لـ"عربي21": "تشكيل غرفة العمليات هو تلاقي مصالح لطرفين وليس اندماجا بينهما، وهو بالتالي قد لا يدوم طويلا وسط أجواء النزاعات والخلافات في المنطقة"، حسب تقديره.
ويقول المصدر إن محاولات قائد جيش الإسلام السيطرة على القرار والتفرد بإدارة منطقة الغوطة الشرقية؛ يواجه برفض "أبو محمد الفاتح قائد الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام، وأبو سليمان طفور القاضي العام في الغوطة، بعد ثلاث سنوات من العجز عن فك الحصار الذي زاد من معاناة السكان، فيما يتم التركيز على القتال بين الفصائل للاستئثار بالسلطة"، بحسب تعبير المصدر في القضاء الموحد.
وكان من نتائج تشكيل الغرفة المشتركة؛ الإعلان عن عملية عسكرية لاقتحام سجن النساء في منطقة عذرا.
وجدير بالذكر، أن القيادة الموحدة تفرض سيطرتها على الغوطة الشرقية بشكل شبه كامل، ومؤخرا أرغمت حركة أحرار الشام على سحب مقاتليها من المنطقة إلى معقلها الرئيسي في منطقة القابون، وتسليم أسلحة الحركة وآلياتها إلى فيلق الرحمن، بموجب حكم قضائي أصدرته هيئة القضاء الموحد قبل تجميدها.
ويوجد الآن في الغوطة الشرقية، كلّ من فيلق الرحمن وجيش الإسلام في إطار غرفة العمليات المشتركة، ولواء فجر الأمة والاتحاد الإسلامي لأجناد الشام بقيادة أبو محمد الفاتح، وجبهة النصرة التي عادت لتكون إحدى القوى الرئيسية، "ومن المتوقع أن يقع اختيار كلّ من جيش الإسلام والاتحاد الإسلامي لأجناد الشام على قاض من جبهة النصرة لحل الخلافات العالقة بين الطرفين"، كما قال لـ"عربي21"، مصدر مقرب من جبهة النصرة.
وتشكلت غرفة العمليات المشتركة في الغوطة الشرقية من جيش الإسلام بقيادة زهران علوش، وفيلق الرحمن بقيادة عبد الناصر شمير المعروف باسم أبي النصر.