ناقش "
معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى" في ورقة تحليل سياسات، نشرها على موقعه، ظروف المسلمين الموجودين في
روسيا، وكيف يتعامل الكريملين وإدارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين معهم.
وقالت المختصة بالشؤون الروسية آنا بورفشسكايا إن عدد المسلمين في روسيا يتراوح بين 21 - 23 مليون نسمة، من أصل 144 مليون نسمة، ويزدادون عددا، مشيرة إلى أن العائلات المسلمة "تتمتع بصحة أفضل من السكان الروس الأصليين، ويرجع ذلك جزئيا إلى معدلات إدمان الكحول العالية نسبيا بين الروس الأصليين، كما أن العائلات المسلمة تميل إلى إنجاب المزيد من الأطفال".
ونقلت بورفشسكيا، عن وزارة التنمية الإقليمية الملغاة إحصاءات عام 2014، أن منطقة شمال القوقاز الروسية التي يتركز فيها
المسلمون، تتميز بأحد أعلى معدلات النمو في البلاد.
واعتبر المعهد أنه "من المرجح أن يؤدي ازدياد عدد السكان المسلمين إلى تداعيات خطيرة على أمن روسيا وقواتها المسلحة وسياستها الخارجية"، موضحة أن "النزاعات الداخلية بين السكان الروس الأصليين والأقليات ستزداد في أماكن مختلفة من البلاد"، مضيفة أن بعض المحللين يعتقدون أن "المسلمين سيشكلون عما قريب نصف المجندين في القوات المسلحة الروسية، الأمر الذي يثير تساؤلات حول ما إذا كانت القوات المسلحة ستواصل دعمها لسياسات موسكو في شمال القوقاز".
وفي أيلول/ سبتمبر 2013، أعلن وزير الدفاع سيرغي شويغو أن الجيش سيحد من عدد المجندين الآتين من تلك المنطقة بشكل جذري، بالرغم من النقص في عدد المجندين الكلي وتوفر عدد كبير من الجنود المحتملين في شمال القوقاز. وجاء ذلك الإعلان بعد عدة سنوات من الحديث عن بدء الجيش بإقصاء المجندين من تلك المنطقة.
المسلمون والكريملن
وأشارت الباحثة المختصة بالشؤون الروسية في الشرق الأوسط إلى أن روسيا "ما زالت تخسر معركتها المحلية مع الإسلام المتطرف، الذي تكثف وانتشر في جميع أنحاء القوقاز وآسيا الوسطى"، مشيرة إلى ازدياد التوترات في طاجيكستان بين السلطات الموالية للكرملين والمعارضة الإسلامية.
وفي 4 أيلول/ سبتمبر، شهدت العاصمة دوشنبه موجة نادرة من العنف، راح ضحيتها تسعة عناصر من الشرطة و13 مسلحا، بينما زعمت السلطات أن "إرهابيين" متعاطفين مع تنظيم الدولة هم المسؤولون عن الحادثة، وقد اتهمت السلطات على وجه الخصوص نائب وزير الدفاع السابق عبد الحليم نزار زودا، وهو عضو في "حزب النهضة الإسلامية" الذي تم حظره مؤخرا.