قالت صحيفة الأخبار
اللبنانية التابعة لحزب الله، إن الاتصالات السياسية تكثفت خلال الأيام الماضية، من دون أن تؤدي إلى تحريك الجمود الذي يسيطر على المؤسسات، وينذر بتصعيد خطير، لا سيما بعد قرار تيار المستقبل وحلفائه "الاستفراد" بالنائب ميشال
عون وحزب الله. الحليفان قررا مواجهة السعي إلى إقصائهما، بحسب تعبير الصحيفة.
وقالت الصحيفة إن بقاء الرئيس نبيه بري على موقفة الذي يصبّ في مصلحة "المستقبل" لن يقدّم شيئاً لعون حتى يعترف بشرعية مجلس النواب ويوقّع مرسوم فتح الدورة الاستثنائية. أما رئيس تكتل التغيير والإصلاح، فيرى أن التنازل لبري لن يفيده، ما دام ما يريده موجود أيضاً بيد تيار المستقبل.
وعن اللقاء الذي جمع الوزير علي حسن خليل، وجبران باسيل، والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين الخليل، قالت الصحيفة إن الاجتماع كان إيجابيا، خرج بعدها الميشال عون ليقول أن مجلس النواب قانوني، غير أن هذه التصريحات لم تقنع الرئيس بري.
وما يزيد الموقف تأزما هو لجوء تيار المستقبل ممثلا بالرئيس
تمام سلام إلى إصدار مراسيم لم يوقّع عليها وزراء تكتل التغيير والإصلاح وحزب الله.
وقالت الصحيفة إن سلام تلقى رسالة من قيادة
حزب الله قبل يومين، تفيد بأن "التيار الوطني الحر ليس وحيداً في المعركة، ولا تظنوا أننا سنسمح بعزله، رغم تمسكنا بعدم إسقاط الحكومة" الأمر الذي فسره سلام و قوى 14 آذار بأنه رسالة ضعف من الحزب.
جنبلاط من جهته قرر جس نبض حليفيه بري والحريري لتفحص إمكان إطلاق مبادرة سياسية تخفف التوتر بين معكسري تيار المستقبل من جهة، وعون ــ حزب الله من جهة أخرى.
وأضافت الصحيفة: "إزاء هذه الوقائع، تبدو الأمور الحكومية والعلاقات السياسية متجهة نحو المزيد من التوتر، وبات حزب الله يرى أنه المستهدف الحقيقي من قرار المستقبل عزل عون وكسره، وتلتقط أجهزة استشعاره إشارات لا تزال غير مؤكدة، تنبئ بأن الحريري وحلفاءه سيحاولون فرض رئيس للجمهورية بذريعة إنقاذ البلاد من الجمود السياسي والانفلات الأمني الذي يلوح في الأفق".
وبسبب انشغال حزب الله بالقتال إلى جانب نظام الأسد في سوريا، يراهن المستقبل على أن الحزب لن يقوم بأي خطوة من شأنها قلب الطاولة، ورغم ذلك، تؤكد نتيجة الاتصالات السياسية المتشعبة أن الحزب وعون قررا مواجهة السعي إلى استبعادهما وتخطّيهما وإخراجهما من دائرة القرار السياسي.
المقربون من حزب الله، لم يروا في التمايز الذي ظهر حكوميا بين حزب الله وحركة أمل دليلا على أن بري لم يعد يقف إلى جانب الحزب.
ومن المنتظر أنا يرسم معالم المواجهة التي لم تخرج إلى العلن بعد، مؤتمر صحفي لعون، فيما ينتظر "الحليفين" معضلة جلسة مجلس الوزراء، الخميس، التي يريد بري وسلام منها تغطية وزارة المال لرواتب موظفي القطاع العام.
وحول ما يجري في سوريا، والحوارات الدولية والاتصالات لإيجاد حلول في مواجهة المخاوف من تطورات في المشهد السوري، عاد الحديث، بحسب الصحيفة، عن ضرورة تمتين الوضع اللبناني الداخلي وإجراء انتخابات في لبنان لتكون رسالة طمأنة للسعودية، وحثها على الدخول في اتصالات بشأن لبنان، الأمر الذي تباركه الولايات المتحدة الأمريكية.
وذكرت الصحيفة بما حصل قبل انتهاء عهد الميشال سليمان، "عندما اتضح للقوى الإقليمية والدولية تعذر إجراء الانتخابات الرئاسية قريباً، فتسارعت الاتصالات لتأليف الحكومة بعد تعثر طويل، للحفاظ على استمرارية عمل النظام اللبناني في ظل الشغور الرئاسي. وتسهيل إيران والسعودية لحكومة يجلس فيها المستقبل وحزب الله سويا".
وتابعت: "اليوم مع الخشية من تطور سوري مفاجئ، معطوف على الخوف مجدداً على الاستقرار اللبناني الداخلي، ورفع وتيرة الاتصالات الإقليمية بعد الاتفاق الأميركي ـ الإيراني، يمكن أن يكون هناك فرصة حقيقية لإجراء انتخابات رئاسية، بإعطاء السعودية وإيران كلمة السر لإجرائها، بمباركة أميركية.
وهذا الكلام الجدي، المستجد بعد شهور من انحسار موجة الرئاسيات، لا يعني الكلام عن قرار نهائي بإجراء الانتخابات أو الاستعجال في تحديد مواعيد. بل هذا يعني حصراً إعادة فتح ملف الانتخابات مجددا ومحاولة التقاط الفرصة الإقليمية، لترتيب الوضع اللبناني، بما يشكل مقدمة لترتيبات تتعلق بسوريا وتسبق التسويات الكبيرة".