تعويض للمتضررين وخدمات: تنظيم الدولة يستميل سكان الموصل

تراهن الحكومة العراقية على فقدان تنظيم الدولة حاضنته الشعبية في مدن سيطرته، من خلال فرض الحصار الكامل عليها، والتضييق في ما يتعلق بصرف الرواتب للموظفين، وشتى أنواع الخدمات، كالماء والكهرباء والوقود، إضافة إلى استهدافها بالقصف الجوي والبري العشوائي الذي يروح ضحيته مدنيون أبرياء.

وفي هذا السياق، يقول مصدر مطلع في ديوان مكتب الخدمات في الموصل، لـ"عربي21"، رافضا الكشف عن هويته: "يقوم طيران التحالف بغارات شبه يومية على المدينة، وهو لا يفرق بين مدني ومقاتل، بل يتعمد استهداف المدنيين لإخافتهم ودفعهم باتجاه تشكيل رأي عام ضد الدولة الإسلامية، وأنّ كلّ ما يجري لهم هو بسبب وجودها".

ويتابع المصدر قائلا: "لكن سياسة الدولة الإسلامية وتعاملها مع الناس أفشلت ما يخطط له التحالف الدولي والحكومة العراقية، وبدأ الناس يتفهمون حقائق من بينها، أن التحالف يستهدف عموم السُنَّة في إطار مشروع أمريكي إيراني يستهدف وجودهم"، حسب تعبيره.

وردا على سؤال توجهت به "عربي21" عن الإجراءات التي يتخذها تنظيم الدولة في أعقاب الضربات الجوية، يقول المصدر المطلع: "يسارع ديوان مكتب الخدمات في ولاية نينوى لتنظيف الشوارع، وإزالة أنقاض البيوت والمباني المهدمة، وتعويض المتضررين بمبالغ نقدية تدفع لهم فورا بعد إجراءات إدارية تتعلق بتخمين حجم الأضرار".

ويضيف: "على سبيل المثال، تَمّ تعويض كلّ منزل تعرض لضرر كلي في حي الرفاعي بالموصل بمبلغ 80 مليون دينار عراقي، حوالي 60 ألف دولار".

وكان تنظيم الدولة قد سيطر على الموصل في 10 حزيران/ يونيو 2014. وفي 29 من الشهر نفسه، أعلن أبو بكر البغدادي "الخلافة الإسلامية" من أحد مساجد المدينة، ومنذ تلك الساعات تتضارب الأنباء حول حقيقة ما يجري في المدينة، حيث يمنع التنظيم عمل الصحفيين ومندوبي وكالات الأنباء المحلية والعالمية.

ومع انطلاق الضربات الجوية للتحالف الدولي في آب/ أغسطس 2014، "تعرضت المدينة لمئات الغارات الجوية أدت إلى مقتل المئات من المدنيين، وتدمير عشرات المنازل، والكثير من البنى التحتية للمدينة، وهو ما لا ينقله الإعلام العربي والعالمي، رغم أن تدمير البيوت وقتل المدنيين هما السمة الأبرز للقصف الذي يستهدف المدينة"، حسب تعبير الناشط الإعلامي فواز عمر، في حديث لـ"عربي21".

ويضيف الناشط الإعلامي العراقي: "يبقى المواطن هو المتضرر الأكبر من حرب ليس طرفا فيها، ولم تكن خيارا من خياراته"، كما يقول.

وفي ختام حديثه لـ "عربي21"، يقول المصدر الخاص من ديوان مكتب الخدمات في الموصل، متحدثا عن مهام الديوان "الذي يقوم بإدامة المرافق الخدمية، وإصلاح الأضرار التي تلحق بها".

ويشير المصدر إلى أن الديوان "أنشأ عدّة أسواق كبيرة، ونفذ حملات تنظيف لرفع أكثر من 600 ألف طن من الأنقاض والنفايات، وأنجز خلال عشرة أشهر فقط عملية تنظيف شبكة الصرف الصحي ومياه الأمطار، وترميم وبناء أكثر من 150 جزيرة وسطية في شوارع المدينة، وتعبيد العديد من الشوارع الرئيسية والفرعية".

وبينما يتحدث المصدر عن "كم هائل من الفساد الإداري والمشاريع الوهمية في السلطة السابقة"، يعدد الأسواق التي أنشأها الديوان في الموصل، منها سوق المدينة، وسوق ساحة النافورة، وسوق الفردوس، وسوق اليرموك وغيرها، مضيفا: "نحن ماضون في توفير أفضل الخدمات لأهلنا في المدينة الذين عانوا كثيرا في ظل الحكومات الفاسدة".