مورو: التهميش يدفع الشباب نحو الفكر التكفيري (فيديو)
بيروت - الأناضول14-Aug-1502:15 PM
0
شارك
نائب رئيس مجلس النواب التونسي: لا يمكن مجابهة الفكر التكفيري إلا بنخبة من المفكرين والمثقفين والعلماء - أرشيفية
شدد نائب رئيس مجلس النواب التونسي، ونائب رئيس حركة النهضة التونسية، الشيخ عبد الفتاح مورو أن تهميش الشباب ودورهم في العالمين العربي والإسلامي "هو الذي يدفعهم للبحث عن بديل عند الجمعات التكفيرية، حيث يشعرون هناك بأن لهم مكانة وأنهم أصحاب قضية، رغم أنها قضية مفتراة على الدين الإسلامي".
ورأى الشيخ مورو في مقابلة خاصة مع الأناضول في العاصمة اللبنانية بيروت، التي يزورها لإلقاء محاضرات وندوات علمية وثقافية، أن الفكر التكفيري الرافض للآخر "يجد مناخه المناسب عندما تعطل الدولة"، مطالبا علماء الدين أن "ينتقلوا من مرحلة الذم والشتم لهذا الفكر السيئ إلى مرحلة المجابهة بالحجة".
وأشار أن الحجة في هذا الإطار ضرورية بالرغم من أن "أصحاب الأفكار التكفيرية لا يسمعون ولا يتقبلون الحجج؛ لأنهم أغلقوا باب الحوار والعقل وحملوا السلاح على الأعزل والضعيف والمسكين واستحلوا دماء الناس جميعا".
وأوضح الشيخ مورو أنه "لا يمكن مجابهة هذا التيار (التكفيري) إلا بنخبة من مفكرينا ومثقفينا وعلمائنا وأصحاب الرأي ورجال الإعلام والثقافة والفنون، يجب على هؤلاء أن يجتمعوا ليثبتوا أن هذا الفكر لا أثر له في مجتمعاتنا".
وشدد على ضرورة تجنيب الشباب أن "يُفتنوا بأطروحات أصحاب هذا التيار، لكي لا يكونوا لقمة سائغة لفكر يقدم نفسه على أنه الحقيقة الدينية، إلا أنه ليس كذلك بل هو افتراء على الدين".
وتابع "نحن اليوم نرى شبابا متعلما من أصحاب الشهادات العليا، يتركون أهلهم وعلمهم لينضموا إلى أصحاب الفكر التكفيري"، مشيرا إلى أن السبب في ذلك "كون هؤلاء الشباب يفتشون عن مرجعية وزعامة ومكانة، لأنهم مهمشون في مجتمعهم ورأيهم غير مسموع وغير محترم".
وأضاف مورو "نحن الكبار قد نسينا شبابنا وأخذنا حقنا وحقهم دون أن نعطيهم الفرصة ليبلغوا في مجتمعاتهم"، مشددا أن "التنمية والثقافة والفكر السياسي والتطور رهينة عند الشباب، ولكن علينا إعطاءهم الفرص".
وقال "إذا أردنا أن نحميهم من الفراغ فلنعطهم معنى للحياة، بأن نؤهلهم ليساهموا في بناء مستقبلهم"، معتبرا أنه بهذا "يمكن أن نغلق فم داعش وكل أمثالها".
وفي الشأن التونسي الداخلي، قال الشيخ مورو إن الوضع في تونس "مستقر الآن، لكنه في حذر شديد"، مشيرا إلى أن السبب في ذلك "كون أن مرحلة التمكين للمؤسسات الجديدة لم تكتمل بعد".
وقال "نحن بعد الثورة رأينا أن ننتقل لإقامة جمهورية جديدة، هي الجمهورية الثانية، وهذا يستوجب منا إقامة مؤسسات، وقد بدأنا بذلك منذ أشهر قليلة عندما بدأت الدورة النيابية الجديدة"، مشيرا إلى أن هذه الأعمال "لن تكتمل قبل 5 أعوام".
ولفت إلى أن هذا الوضع "يفرض حذرا شديدا"، مضيفا "ما يوجب الحذر أيضا، الضربات الإرهابية التي نالت من صميم التوجه الاقتصادي لبلدنا (باردو وسوسة) وعطلت بشكل كلي تقريبا النشاط السياحي".
وأوضح أن هذا "ما تسبب بتعطيل 7 بالمائة من الدخل الوطني، وبالتالي تعطيل التنمية التي نتوقع أن تكون 1 بالمائة هذا العام".
وكان مسلحان اثنان نفذا هجوما مسلحا على متحف باردو وسط العاصمة التونسية، في آذار/مارس الماضي ما أسفر عن مقتل 22 شخصا بينهم 17 سائحا ومدني تونسي وأحد أفراد الشرطة التونسية، بالإضافة للمهاجمين، أعلن تنظيم الدولة مسؤوليته عنه.
وبعد 3 أشهر على هجوم باردو، أي في حزيران/يوينو وقع هجوم مسلح استهدف فندق إمبريال مرحبا في المنطقة السياحية في مدينة سوسة التونسية، خلف حوالي 40 قتيلا أغلبهم من السياح و38 جريحا، تبناه أيضا تنظيم الدولة.
وتابع مورو "الأمر الثالث الذي يبعث على الحذر في تونس هو أن النشاط الإرهابي لا يمكن التحكم به، فهو كالشبح الذي لا نعرف أين ومتى وكيف ومن يضرب"، واصفا من يقوم بهذه الأنشطة بأنهم "مجانين، لا يحسنون ترتيبا، ويمعنون بالحمق إلى حد الإساءة لأنفسهم ولوطنهم".
وأضاف أن النقطة الرابعة في هذا السياق "الوضع المفتوح على كل التوقعات في شقيقتنا ليبيا، خاصة وأن علاقتنا معها هي علاقة الأخ بالأخ"، معتبرا أن "ما يحصل في ليبيا اليوم، من عدم الوفاق، يبعث على الريبة، وإذا استمر سيوصلنا لغد متحرك نحو الأسوأ".
وأكد مورو "نحن يقظون من أجل المحافظة على استقرار البلاد، حتى يتم طمأنة المواطن التونسي، خاصة من الناحية الأمنية، بأن الأوضاع بيدنا وليست بيد خصومنا"، مشددا على العمل "من أجل بعث جديد لاقتصادنا ينتفع به الجميع".
وتحدث الشيخ مورو حول تداول السلطة في بلاده، معتبرا أن هذا الأمر "علامة نجاح الديمقراطية، فعندما تنتقل السلطة من يد إلى يد عن طريق الصندوق، فهذا نجاح لمفهوم الديمقراطية".
وأضاف أن "الذي آلمنا في ماضينا وفي بعض البلاد العربية الأخرى، أن هذا الانتقال لا يتم إلا تحت وطأة السلاح".
وتابع "الذي حصل عندنا هو انتقال السلطة من يد إلى يد، ورأينا هذا المشهد العظيم بأن رئيس الجمهورية السابق يسلم مقاليد الأمر لرئيس الجمهورية الجديد في حفل فيه بهجة واحتفاء من الجميع".
وأضاف "القول بأن الجديد أفضل من القديم، أو العكس، فهذا سابق لأوانه ولا نستطيع تقديره الآن"، مضيفا أن "حركة النهضة التي أنتمي إليها، مسرورة بهذا الانتقال الديمقراطي حتى ولو كان على حسابها".
ولفت مورو إلى أن الحركة (النهضة) "كانت هي الأولى في أول الانتخابات (بعد الثورة)، وأصبحت في المرتبة الثانية في الانتخابات الثانية"، مؤكدا أن هذا "لا يضيرنا طالما أن إرادة شعبنا هي التي تحققت، ونحن مطالبون بالاستجابة لهذه الإرادة".
وأضاف أنه "عندما أخرنا شعبنا إلى المرتبة الثانية، ولم يقصنا تماما عن السلطة، فهو أنذرنا بضوء أصفر، وكأنه يقول: أداؤكم لم يكن على مستوى آمالنا، تأخروا قليلا ولن نلغيكم من المعادلة السياسية، وننتظر منكم أن تحسنوا فعلا"، مشددا "لقد تعلمنا هذا الدرس وأخذناه بكل اعتبار وسنسعى لكي نكون بخدمة شعبنا".
ولفت مورو إلى أن "ما نحتاجه اليوم هو إرجاع مفهوم الدولة، ليكون لها قدرة على إنفاذ القانون، لكي تصبح محترمة من الجميع، وإذا وصلنا الى هذه إلمرحلة نكون قد فتحنا أبوابا لتغيير إيجابي في بلدنا نحو الأحسن يقينا".
وتطرق الشيخ مورو إلى الأوضاع في مصر، قائلا "وضع مصر يعنيني كتونسي، لا لأتدخل به، فأهل مصر أدرى بوضعها وهم أهل حلها".
وأضاف "مصر تعنينا باعتبارها الجزء الأكبر من الوطن (العربي)، وهي البلد العظيم الذي يُعتبر نجاحه نجاحا للجميع"، معتبرا أن "التوصل إلى حل إشكالية الديمقراطية في مصر، هو حل يمكن أن يسوق في غيرها من الدول العربية".
وشدد أن "مستقبل العرب رهين بالاستقرار في مصر، ونحن نرغب بأن يتم هذا الاستقرار".
وختم مورو حديثه بالإشارة إلى "الدور الاستراتيجي" لتركيا في المنطقة، معتبرا أن "الثلاثي المتكون من السعودية وتركيا ومصر، معني جدا بالاستقرار في العالم العربي".
وشدد أن "ثقل تركيا، الذي نعلمه جميعا، والذي أمكن لها أن تعيش بوضع اقتصادي في إنماء مرموق بكل احترام وتقدير، فضلا عن قدرة إدارة الشأن السياسي الداخلي وحل مشكلة الأكراد، هذا يجعل تركيا مؤهلة لأن تقدم شيئا كبيرا في نطاق المنطقة".