أكدت مصادر في المعارضة السورية لـ"
عربي21" أن القصر الجمهوري في العاصمة السورية دمشق شهد قبل أيام قليلة اجتماعا بين ضباط تابعين للنظام من جهة، ووفد من المعارضة السورية ومعه ممثلون عن قرى وبلدات
وادي بردى في ريف دمشق.
وبحسب المعلومات فقد تم خلال الاجتماع البحث في ملف المعتقلين الموجودين لدى النظام من أبناء تلك المناطق، وتقديم تسهيلات للمناطق الخارجة عن سيطرة قوات النظام في "وادي بردى"، ووقف القصف، مقابل ضخ المعارضة السورية للمياه القادمة من "عين الفيجة" الموجودة في المنطقة ذاتها إلى العاصمة.
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها "
عربي21" فإن الاجتماع استمر لعدة ساعات بين الجانبين، وكان من المقرر أن تلتقي المعارضة السورية برئيس مكتب الأمن القومي اللواء
علي مملوك، على اعتبار أن الدعوة للاجتماع جاءت منه شخصيا، ليتفاجأ الوفد التابع للمعارضة السورية عند وصوله بوفد من ضباط عدة أفرع أمنية تابعة للنظام السوري، وغياب "علي مملوك" عنه.
وأكد الناشط الإعلامي رضوان الباشا من وادي بردى في اتصال مع "
عربي 21" أن الاجتماع كان مخصصا للتباحث في الملف الأساسي وهو "المعتقلين والمياه"، إلا أن ممثلي النظام السوري، طلبوا مناقشة عقد "مصالحة وطنية" في وادي بردى بريف دمشق، ورفع العلم الممثل للنظام في تلك المناطق، والسماح بدخول قوات النظام إلى المنطقة والقيام بعمليات تصوير للنبع، وتسليم إدارة مياه "عين الفيجة" إلى مؤسسات مدنية، وتفكيك الألغام التي تحيط بالمنطقة، مقابل العرض ذاته المقدم مسبقا للوفد التابع للمعارضة.
وأكد الباشا أن العرض المقدم من قبل ضباط النظام السوري قوبل بالرفض، وتحدث وفد المعارضة السورية أن الاجتماع مخصص فقط لمناقشة إفراج النظام عن عدد من المعتقلات والمعتقلين لديه، وإدخال المحروقات والمواد الغذائية إلى الوادي، مقابل ضخ مياه عين الفيجة للعاصمة دمشق، مع التزام النظام بالامتناع عن قصف المنطقة، إلا أن الاجتماع بين الجانبين انتهى بالفشل الواضح، ودون أي نتائج تذكر، سوى الاتفاق على إمكانية التفاوض في وقت لاحق، والالتزام بمناقشة المواضيع المقرر التفاوض عليها، والامتناع عن طرح أي جديد.
وقد حضر الاجتماع عن المعارضة السورية ثمان شخصيات مثلت كافة القرى والبلدات في وادي بردى، وكان من بين الوفد المعارض شخصيات "عسكرية، وشرعيين"، ومعارضين سلميين، إضافة إلى ممثلين عن كافة الشرائح المدنية في تلك المناطق، أما بالنسبة لممثلي النظام السوري، حضر الاجتماع خمسة ضباط أشهرهم "اللواء محمد خلوف-الذي يشغل منصب المسؤول عن كافة قطاعات الدفاع الوطني واللجان الشعبية في دمشق وريفها"، إضافة إلى عمداء كل من "الأمن العسكري، الأمن السياسي، المخابرات الجوية، وعميد من أمن القصر الجمهوري".
وأشار الباشا الى أن النظام السوري لم تكن لديه أي مشكلة في سلاح المعارضة السورية في مناطق "وادي بردى"، وأن جل اهتمامه يتمحور فقط حول مياه "نبع الفيجة"، وخاصة أن قوات المعارضة السورية قامت بقطعه أكثر من مرة، كإجراء ردعي لانتهاكات قوات النظام بحق الأهالي، مما جعل العاصمة دمشق تعاني من نقص شديد بالمياه الصالحة للشرب.
يشار الى أن ملف "المصالحة الوطنية أو الهدنة" الذي كان قد اعتمد عليه النظام السوري في مطلع عام 2014 مع عدة مدن وبلدات مناوئة لنظام الحكم في ريف دمشق، لم تنجح قوات النظام من خلاله بدخول أي من البلدات التي وافقت على التهدئة، في حين أعاد النظام السوري مؤخرا سياسة "الحصار والجوع" على تلك المناطق، في محاولة جديدة منه لكسب بعض الأوراق التي عجز عنها عسكريا وسياسيا طيلة الأشهر المنصرمة.