نفى ضابط في الفرقة 30 التابعة للجيش الحر، الأنباء التي تحدثت عن وساطات تركية، لإطلاق سراح المخطوفين، معرباً عن خيبة أمله من صمت كافة الأطراف المحلية، وعدم إدانتها لما جرى.
وقال في تصريح لـ "
عربي21" إن اتصالات أجريت مع الكثير من قادة الفصائل للتدخل، فلم نتلقى أي رد منهم، على الرغم من أنهم كانوا يتصلون بنا بشكل مستمر"، وعن دور الفرقة في العمليات العسكرية في الداخل أوضح؛ أن الفرقة تشكل قوة عسكرية لقتال تنظيم الدولة، بالتعاون مع الفصائل المتواجدة.
وكانت رشحت أنباء غير رسمية عن إخفاق مساع تركية رامية للتوصل إلى اتفاق مع
جبهة النصرة، بطلب أميركي للإفراج عن
العقيد نديم الحسن، ومجموعة من عناصر الفرقة، التي تلقت تدريباً أمريكياً على أراضي تركية لقتال تنظيم الدولة على الأراضي السورية.
وفي التفاصيل التي لم يتسنى لـ"
عربي 21" التأكد منها من مصدر رسمي، فقد أدى تعنت جبهة النصرة إلى فشل الاتفاق، لاسيما وأن جبهة النصرة تلقت ضربات قاسية من طائرات التحالف على مقر تابع لها في محيط مدينة إعزاز المحاذية للحدود التركية، أسفر عن مقتل ثمانية عناصر من التنظيم، وهي المنطقة التي شهدت اختطاف القائد نديم الحسن الذي يعود لأصول تركمانية.
وأفاد مصدر محلي من مدينة إعزاز، أن جبهة النصرة، أخلت مقراتها في المدينة، ووزعت عناصرها على مقرات غير معروفة تحسباً لضربات جوية من قوات التحالف، بعد تبنيها عملية الاختطاف بشكل رسمي عبر بيان صادر عنها.
وأشار الضابط في الفرقة 30، إلى أن وضوح فرقته مع الجميع هو "السبب المباشر لشن النصرة هجومها علينا"، وكل المشاكل التي حدثت فيما بعد. وبين أن فرقته تصر على الوضوح، "بعكس الفصائل التي كانت تنسق سراً معنا، والتي لم تف بالتزامها مع الفرقة".
وأكد الضابط، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، في تصريح لـ "
عربي21"، اختطاف جبهة النصرة لقائد الفرقة 30 نديم الحسن، وثمانية عناصر برفقته، بعد حوالي نصف ساعة من دخوله إلى
سوريا، و"هو في طريقه إلى المعسكر المركزي للفرقة في منطقة المالكية، بغرض الإشراف على غرفة العمليات مع الفصائل المتواجدة".
وأضاف : "لم تكتف النصرة بخطف الحسن والعناصر، بل شنت هجوماً مباغتاً في اليوم التالي للاختطاف، على المعسكر المركزي، بعد إيهامنا بأن التحركات التي لاحظناها في محيط المعسكر، كانت لإعداد الهجوم على وحدات حماية الشعب الكردية، في منطقة عفرين المحاذية للمعسكر".
ووفقاً للضابط، فقد أسفر الهجوم، الذي تم صدّه من قبل حامية المعسكر، على معسكر الفرقة، عن مقتل خمسة عناصر، وجرح العشرات من عناصر الفرقة، واصفا النصرة بأنها فصيل "معادي لأهداف الثورة السورية".
وأشار في خضم حديثه إلى أن عدد عناصر الفرقة ليس كما يتم الحديث عنه وقال: "إن عدد الذين أنهوا تدريبهم يقارب الـ 50، بينما يقارب عدد المتواجدين في المعسكر 400 عنصر، وهم في انتظار دورهم للتدريب، وحالياً هناك مجموعات تتلقى التدريب، علاوة على أن الحجم الإجمالي للفرقة يصل إلى 5000 مقاتل تابعين للفرقة بشكل سري، وينتشرون في كل المحافظات السورية".
في غضون ذلك وضعت صحيفة "الأندبندنت" البريطانية في مقال صادر عنها السبت، خطف قائد الفرقة 30، في خانة عرقلة جهود الولايات المتحدة في حربها على الإرهاب بسوريا.
وذهبت الصحيفة إلى أبعد من ذلك؛ حيث اعتبرت أن خطف الحسن أطاح بآمال الولايات المتحدة، وجهودها الرامية إلى تشكيل ائتلاف من المعارضة لمواجهة بشار الأسد وتنظيم الدولة.