انتقلت التظاهرات الاحتجاجية على سوء
الخدمات الاجتماعية للحكومة
العراقية إلى محافظات الجنوب العراقي، حيث تظاهر مئات العراقيين على تردي جودة المياه وانقطاع
الكهرباء المستمر، في مدن عراقية عدة وخصوصا البصرة وكربلاء، بعد أن كانت بغداد قد عرفت موجة احتجاجات مماثلة الجمعة.
وتأتي تلك التظاهرات غداة مشاركة حوالى ألفي شخص في تظاهرة وسط العاصمة بغداد، هتفوا خلالها "لا سنية لا شيعية، يسقط يسقط
الحرامية "، متهمين الحكومة بالفساد.
وأمام مكتب محافظ البصرة، تظاهر حوالي 500 شخص يرفعون الأعلام العراقية واللافتات، للمطالبة بإيجاد حل لمشكلة المياه التي ترتفع بها نسبة الملوحة.
وخرج نائب المحافظ للاستماع لمطالب المتظاهرين، رشقه هؤلاء بعبوات المياه البلاستيكية وأصروا على أن يلتقوا المحافظ نفسه.
وبحسب أرقام نشرتها وزارة النفط العراقية السبت، فإن 94.9 من 96.2 مليون برميل نفط صدرها العراق في تموز/يوليو أنتجتها الحقول النفطية الجنوبية.
وبرغم ذلك لا تزال البصرة منطقة غير نامية وتعاني من انقطاع دائم للتيار الكهربائي، وتردي المياه وعدم جمع النفايات، فضلا عن مشاكل أخرى، جميعها حثت عددا كبيرا من سكان البصرة على المطالبة بالحكم الذاتي.
وانتشرت القوات الأمنية في محيط مركز المحافظة السبت بعد أقل من أسبوعين على أعمال عنف اندلعت خلال تظاهرة للاحتجاج على انقطاع الكهرباء.
وارتفعت الشعارات ذاتها في مدينة كربلاء، على بعد 75 كيلومترا جنوب بغداد، إذ تظاهر صباح السبت المئات احتجاجا على "تردي الخدمات وانتشار الفساد"، وسارت التظاهرة باتجاه مبنى الحكومة المحلية وسط إجراءات أمنية مشددة.
وهتف المتظاهرون "باسم الدين باعونا الحرامية"، وبينهم طلاب وفنانون وصحافيون.
وكان آلاف تظاهروا الجمعة، في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد وطالبوا الحكومة بتوفير الكهرباء، وإيجاد حلول لمشكلة انقطاع التيار المستعصية منذ الغزو الأميركي للعراق عام 2003، كما طالبوا الحكومة بكشف ملفات الفساد في وزارة الكهرباء.
وحمل المتظاهرون شعارات من بينها "لا سنية لا شيعية تسقط شلة الحرامية"، و"يا منطقة خضراء نسقطكم بالكهرباء".
وأعلن زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر تأييده مطالب المتظاهرين، ودعا إلى التحقيق مع مسؤولين حاليين وسابقين اتهمهم بسرقة المليارات.
من جهته، قال النائب علي العلاق، عضو ائتلاف دولة القانون والقيادي في حزب الدعوة للجزيرة؛ إن رئيس الوزراء حيدر العبادي استدعى وزير الكهرباء ومساعديه، وحثهم على معالجة مشكلة الكهرباء.
وأضاف العلاق أن العبادي شكل خلية أزمة لمعالجة مشكلة التيار الكهربائي، وحمّل وزارة الكهرباء المسؤولية عن أي تقصير أو إهمال، مضيفا أن الأمور تسير باتجاه محاسبة الفاسدين في الوزارة.
وأضاف العلاق أن العبادي أصدر بيانا أيد فيه حق المتظاهرين في عرض مطالبهم بشكل سلمي، وأشاد بسلمية المظاهرات وبتعامل قوات الأمن معها.
وكان رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي أصدر أمرا الأربعاء لمؤسسات الدولة والمسؤولين بتوفير الكهرباء عبر برامج تقنين.