أعلن الرئيس
التونسي الباجي قايد
السبسي السبت حالة
الطوارئ في البلاد إثر الاعتداء الدامي الذي أسفر عن مقتل 38 سائحا في 26 حزيران/يونيو في مدينة سوسة، واعتبر خبير استراتيجي أن تونس تحولت إلى دولة ضعيفة في مواجهة مخابرات دولية قوية.
واعتبر رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي في خاتمة كلمة توجه بها إلى الشعب التونسي السبت تلاوة نص بيان يتعلق بقرار إعلان حالة الطوارئ لمدة شهر خلال الفترة من 4 تموز يوليو الجاري إلى 2 أغسطس آب المقبل.
وقال قايد السبسي إن الظرف الاستثنائي الذي تمر به البلاد إثر العملية
الإرهابية الأخيرة واستمرار وجود تهديدات، يجعل البلاد في حالة حرب من نوع خاص، حيث أن الإرهاب يرمي إلى تقويض نظام الدولة ومؤسساتها ومصادرة ممارسة الحرية والاعتداء على قيم المجتمع ونمط عيشه الجماعي والمشترك".
وقال السبسي في كلمته "إن تونس لن تتحمل تكرار عملية سوسة"، مشددا "على أنه لو تكررت أحداث سوسة فإن الدولة التونسية ستنهار".
وسجل السبسي أن "تونس بسبب انعدام الاستقرار السياسي فيها، ضيعت وتضيع على نفسها فرصا كبيرة للاسثمارات الأجنبية"، مذكرا "بمصنع سيارات بقيمة 557 مليون يورو، يوفر خمسة آلاف منصب شغل قار، ضاع على تونس بسبب عدم استقرارها".
وتابع السبسي على أن هذا ما يقتضي "تسخير كافة إمكانيات الدولة لدحر هذه الآفة واتخاذ كافة التدابير الضرورية، لا فحسب للتصدي للتهديدات الإرهابية، وإنما كذلك للتوقي منها ضمانا لأمن البلاد الداخلي وحفظا للأرواح ولأمنها الخارجي، باعتبار أن الإرهاب أضحى عابرا للحدود لذا نعلن عن حالة الطوارئ بكامل تراب الجمهورية".
واعتبر أستاذ التعليم العالي في جماعة الرباط بالمغرب، والباحث الاستراتيجي، خالد يايموت، أن مشكلة تونس تكمن في أنه لم تستطع التعافي بعد الربيع، وظلت ضعيفة وتعاملها مع الإرهاب اتسم بضعف وعجز كبيرين تقنيا وبشريا".
وقال خالد يايموت، في تصريح لـ"
عربي21"، أن "إعلان حالة الطوارئ في تونس سبقته إجراءات أخرى تعكس بالملموس أن تونس ضعيفة عن مواكبة التحديات الأمنية والتهديدات الإرهابية، وأنها تستعين بخبرات أجنبية للمساعدة على حل مشاكلها الأمنية".
وسجل الباحث، على أن تونس تحولت إلى مجال للصراع بين الدول الكبرى، فبريطانيا وألمانيا وضعتا تونس كمجال جديد لنفوذهما، وهي المعروفة تاريخيا بارتباطها بفرنسا".
وأوضح أن بريطانيا وألمانيا "اشترطتا على تونس حتى تساعدها، أن "تقبل تونس باستقدام فرق تقنية من البلدين، وعدم الاكتفاء بالخبرة بالفرنسية في مواجهة الإرهاب".
وأفاد الباحث، بأن "تونس بحاجة إلى دعم ومساعدة على الصعيدي التقني والبشري من أجل مواجهة التهديدات، لذلك اضطرت لإعلان الطوارئ رغبة في تحقيق أمان أكبر".
وعن المخاوف من العودة على مرحلة بنعلي، قال الباحث، لقد قامت وزارة الداخلية بإعادة اعتماد عدد كبير من القيادات الأمنية قبل أحداث سوسة، تحت مبرر انعدام الخبرة والحاجة إلى الكفاءات، في عدد من المدن كتونس العاصمة وبنزرت وغيرها".
إلى ذلك عرفت تونس حالة الطوارئ في آذار/مارس 2014 بعدما تم تمديدها من دون توقف منذ كانون الثاني/يناير 2011 مع فرار الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي.
وتواجه تونس منذ ثورتها تصاعدا للحركة الجهادية المسؤولة عن مقتل عشرات من عناصر الشرطة والعسكريين، تعرضت لاعتداءين في ثلاثة أشهر تبناهما تنظيم الدولة.
وأسفر الهجومان عن مقتل 59 سائحا أجنبيا: 21 في الهجوم على متحف باردو في آذار/مارس و38 في اعتداء سوسة في 26 حزيران/يونيو.
وأقر رئيس الوزراء التونسي الحبيب الصيد الجمعة بأن الشرطة تباطأت في التدخل خلال هجوم سوسة.