أيام عبد الفتاح (سيسي)... المعدودة

يعتقد البعض أن أي حديث عن قرب انتهاء مدة السفاح ضرب من الخيال أو الإغراق في التفاؤل أو حتى ترويج للمخدرات.. 

الحقيقة أن جميع أطراف اللعبة في مصر والممسكون بخيوطها، داخليا وإقليميا باتوا يدركون فداحة واستحالة استمرار الوضع الحالي. 

أطراف اللعبة الأساسيين داخليا ثلاثة:

-الإخوان المسلمون 
-الجيش 
-الفلول ورجال الأعمال

اللاعبون الاحتياطيون:
 
- مجموعات الثورجية 
-الكنيسة 
-الرأي العام

بقليل من التركيز نستطيع أن ندرك أن أي اتفاق بين مجموعة من اللاعبين بحيث يصبحون أغلبية (اثنين ونصف من أربعة ونصف أو أكثر)، فإن ذلك يؤدي إلى هزيمة اللاعب الموجود في السلطة وحلفائه مع اعتبار كل لاعب أساسي بواحد صحيح والاحتياطي بنصف (جربوها على مبارك -المجلس العسكري – الإخوان - وقريبا سيسي باذن الله.

أما إقليميا، فلدينا ثلاثة لاعبين أساسيين:

-السعودية 
-قطر 
-الإمارات
والسعودية هي الأهم والأكثر تأثيرا

لماذا إذن لا يتفق اللاعبون الآن؟ ببساطة لأن الجميع يدرك أن عبد الفتاح السيسي هو ثعبان على شكل ورقة التوت الوحيدة التي تستر عورة دولة الضباط العسكرية.. صحيح أنه لا يتوقف عن لدغهم، لكنه يحمي منطقتهم الحساسة، فإن سقط انكشفت سوءتهم، وإن لم يسقط فقد تتهاوى جثتهم بأكملها المسماة دولة بسبب لدغاته قبل ضربات بعض اللاعبين الآخرين.

لذا فالمطلوب بوضوح هو إزالة هذا الثعبان عن جسد الدولة واستبداله بلباس لا يؤذي لا دولتهم ولا قوى الثورة، وهذه نقطة الالتقاء الوحيدة القريبة لكثير من اللاعبين وهو ما يشبه التحضير لفترة شبيهة بصلح الحديبية، مطلوب فيها من الإخوان ضمانات بكبح روح الانتقام التي قد تنتشر كالنار في الهشيم بمجرد سقوط السفاح.

هذه حسابتنا الأرضية التي قد تصيب وتخطئ، ويتبقى قبل كل شئ السنن الربانية الثابتة في دحر الظالمين ونصر المظلومين إذا أخذوا تمام الأخذ بالأسباب وعدة النصر، فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله، سواء أكثر أو أقل من الـ 2.5!

أخيرا، تتبقى القضية الأخيرة الغامضة والمسكوت عنها، قضية تصدع الجيش أو حدوث أكثر من تمرد محدود، واجب وطني وضرورة قومية أم هو وهم كبير وأمر مستحيل؟ 

لنتذكر فقط أن ثورة سوريا لم تكن لتتعسكر لولا انشقاق بضعة ضباط من الجيش السوري نفسه، ولهذا الأمر حديث آخر بإذن الله.