تستمر المعارك على تخوم مدينة
درعا جنوب البلاد، في إطار الحملة التي أطلق عليها اسم "
عاصفة الجنوب"، التي تهدف للسيطرة على مركز محافظة درعا، إضافة إلى مراكز ثقل النظام الأمنية والسيادية المتمثلة بالدوائر الحكومية والفروع الأمنية بالمدينة.
وتدار المعركة من قبل غرفة عمليات مركزية، يتفرع منها سبع غرف عمليات تدير قطاعات المعركة في كل من طريق السد، والمخيم، وحي المنشية، واليادودة، وعتمان، والنعيمة، ودرعا المحطة.
وتشارك كافة التشكيلات العسكرية في درعا بالمعركة، ابتداء بتشكيلات الجبهة الجنوبية، وانتهاءا بالفصائل الإسلامية، في حين قدرت خسائر قوات النظام خلال المعركة بعشرات القتلى، بينهم ضابطان برتبة عميد، فيما أكد ناشطون وجود أكثر من 100 جريح من قوات النظام في مبنى العيادات الشاملة في مدينة درعا، بالإضافة إلى سقوط ضابطين برتبة عميد.
وقال سليمان الشريف، نائب قائد جيش اليرموك، في حديث خاص مع "
عربي21"، إن المعركة لا تزال مستمرة، ولا صحة عما يتوارد عن انسحاب من المعركة، مؤكدا أن هناك تقدما على بعض الجبهات لا يمكن الإفصاح عنها لحساسية المعركة، ولشدة ارتباط النقاط مع بعضها.
وأوضح الشريف أن المحاولات لا تزال مستمرة لقطع الطريق الواصل بين دمشق ودرعا بشكل كامل، لكن هذا الشريان الوحيد للمدينة، "والجميع يعلم كم عمل النظام على تأمينه لأنه سبب بقائه في المدينة، وبمجرد قطع الطريق بشكل نهائي يعتبر هو نهاية تواجد النظام في المدينة"، حسب قوله.
وحول سؤال لـ"
عربي21" عن مخططات الثوار للمحافظة على مؤسسات الدولة، وممتلكات المدنيين إذا سيطروا على المدينة، قال الشريف: "تم إقرار خطه أمنيه متكاملة وقع عليها جميع المشاركين في العمل من الفصائل، وكذلك تم إقرارها من دار العدل ومجلس المحافظة ومجلس الأبناء، بحيث تتقسم المهام وتتحدد المسؤوليات".
بدوره تحدث شفيع أبا زيد، عضو المكتب الإعلامي لعاصفة الجنوب، عن سبب ضعف السياسة الإعلامية للمعركة التي اتهمها الكثيرون بإضعاف الروح المعنوية للمقاتلين، وقال: "من جهة الإعلام ليس هناك ضعف لدينا، لكن لدينا نشطاء يتسابقون لنقل الحدث دون أن يتأكدوا من صحته، ونشر جميع المقاطع المصورة دون مراجعتها قبل النشر، إن كانت تصلح للنشر أم لا".
ويرى مراقبون أن سقوط مدينة درعا بيد الثوار يساهم في كسر شوكة النظام، كما جرى في إدلب، وأن هذا الانكسار سيتبعه حتما سلسلة معارك لن تتوقف حتى تصل حدود العاصمة دمشق، الأمر الذي يخشاه النظام، ولا يُتوقع أن يسمح بحصوله بسهولة، وهو ما يعكس شراسة القصف للنظام بالبراميل المتفجرة، ليس في محيط المعركة فقط، بل على المدنيين في القرى والبلدات المجاورة، كما جرى في بلدة نصيب قرب درعا حيث سقط عشرة قتلى، تسعة من عائلة واحدة بينهم أربعة أطفال.