حذرت نخب
إسرائيلية علمانية من خطورة استحواذ الحاخامات والمرجعيات الدينية المتطرفة على عملية تثقيف الضباط والجنود في الجيش، مشددة على أن هذا الواقع سيمس باستقرار الكيان ويشجع على التوجهات الانعزالية داخل المؤسسة العسكرية.
وقال المعلق العسكري ران إيدلسيت، إن الجيش الإسرائيلي تحول عمليا إلى "جيش شريعة" بكل ما تعنيه الكملة.
وفي مقال نشرته صحيفة "معاريف" الثلاثاء، نوه إيدليست إلى أن الحاخامية العسكرية باتت مسؤولة عن بلورة الوعي الجمعي الثقافي والديني والأخلاقي للجنود.
وحذر إيدليست من أن هذا الواقع سيفضي للمس بهيبة القيادة العسكرية، حيث إن ضباطا وجنودا متدينين سيعتبرون أنهم ملزمون بتطبيق تعليمات الحاخام وليس القائد العسكري.
ونوه إيدليست إلى أن قائمة التعليمات التي أصدرتها الحاخامية العسكرية حول كيفية تعامل العيادات الطبيعة في القواعد العسكرية أثناء يوم السبت تعكس الشوط الذي قطعه الجيش في التحول إلى جيش ينصاع لشريعة اليهودية.
وبحسب هذه التعليمات فإنه "يحظر منح الجنود أو الضباط أدوية وعقاقير لعلاج أمراض غير خطيرة، على اعتبار أن هذا يتناقض مع التوراة، حتى لو كان الجندي يشعر بالمرض في جميع أرجاء جسمه وحتى عندما يشعر بالضعف العام ويعاني من ارتفاع درجة الحرارة، وحتى عندما يشعر بالآلام كما يحدث عندما يعاني المرء من مشاكل في الأسنان".
وبحسب إيدليست، فإن تعليمات الحاخامية العسكرية تلزم كل طبيب عسكري بأن يفصل هاتفه النقال من الشاحل قبل حلول السبت، علاوة على أن الأطباء العسكريين مطالبون بإزالة الضمادات الجراحية عن الجنود برقة في أيام السبت حتى لا يسقط الشعر بما يخالف تعاليم الشريعة.
وحذر إيدليست من أن الحاخامية العسكرية قد تحولت عمليا إلى ذراع للأحزاب الدينية الإسرائيلية المتطرفة، حيث إنها تحرص على تربية وتثقيف الجنود على منظومات القيم التي تؤمن بها هذه الأحزاب.
من ناحيته قال الجنرال آفي زامير، الرئيس السابق لشعبة القوى البشرية في الجيش الإسرائيلي، إن الحاخامات الذين يعملون في الحاخامية العسكرية يحاولون بلورة منظومات القواعد والأصول وفق قناعاتهم الشخصية الدينية.
ونقلت صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر في الخامس من الشهر الجاري عن زامير قوله، إنه في حال لم يتم تدارك الأمر فإن الجيش سيتحول إلى مصدر خطير للاستقطاب بدل الاجماع.
وقد بدا واضحا الحضور المكثف والطاغي للحاخامات في القواعد العسكرية، بسبب تعاظم تمثيل المتدينين في الوحدات المقاتلة.
وقد كشف تحقيق نشر في صحيفة "ميكرو ريشون" في عددها الصادر بتاريخ 29 أيار/ مايو الماضي النقاب عن أن جماعات متدينة من خارج الجيش تحتكر تقديم 80% من الأنشطة التثقيفية للجنود والضباط.
من ناحيته قال الكاتب يجيل ليفي، إن الجيش استعان بخدمات الحاخامات والمرجعيات الدينية من أجل مواجهة تراجع الدافعية للخدمة العسكرية.
وفي مقال نشرته صحيفة "هآرتس" في السادس عشر من الشهر الجاري، نوه ليفي إلى أن الجيش سمح لحاخامات بالغي التطرف والعنصرية بالمشاركة في برامج التثقيف الخاصة بالضباط والجنود، من أجل رفع الدافعية للتطوع في الوحدات المقاتلة في الجيش.