أثار الإعلان عن تشكيل "
جيش الفتح – المنطقة الجنوبية" في
سوريا انتقادات من جانب فصائل في الجنوب، على خلفية وجود
جبهة النصرة ضمن الجسم العسكري الجديد، حيث أصدرت مجموعة من الفصائل غير المنضوية ضمن الجسم الجديد بيانا هاجمته فيه.
وكانت مجموعة من الفصائل قد أعلنت الأسبوع الماضي عن تشكيل "جيش الفتح – المنطقة الجنوبية". وضم التشكيل الجديد كلا من: حركة أحرار الشام الإسلامية، جبهة النصرة، تحالف فتح الشام، لواء إحياء الجهاد، تجمع مجاهدي نوى، لواء أسود التوحيد، لواء أنصار الحق، ولواء العمرين الإسلامي، حسبما جاء في بيان صادر عن عن التجمع الجديد.
وجاء في البيان أن "هذا الجيش سيكون رأس حربة في دفع ظلم نظام الأسد ومن يعاونه، وسيكون ناصرا لكل مظلوم، وسيعمل على الإفراج عن الأسرى والأسيرات في سجون الأسد"، داعيا جميع الفصائل العاملة في جنوب سوريا إلى الانضمام لهذا الجيش اقتداء بما حصل في مناطق أخرى من سوريا.
وفي حديث خاص لـ"
عربي21"، ذكر أبو سعيد، الإعلامي في حركة أحرار الشام، أنه "بعد تشكيل جيش الفتح في إدلب وما حققه من إنجازات أذهلت الجميع، وتشكيله في عدة مناطق في سوريا مثل القلمون، كان لا بد من تطبيق هذه التجربة في الجنوب".
وأشار أبو سعيد إلى أن "جيش الفتح في المنطقة الجنوبية قد أطلق معركة بعد إعلان تأسيسه مباشرة، تهدف إلى فتح الطريق الواصل بين ريفي
درعا والقنيطرة مع ريف دمشق".
وعن ارتباط جيش الفتح في الجنوب بجيش الفتح في الشمال، قال: "ليس هناك أي ارتباط مباشر بين الجيشين، أو أخذ أوامر مباشرة، لكن الجميع يعلم أن في جيش الفتح في الجنوب فصائل مرتبطة بقيادة مركزية في الشمال، مثل حركة أحرار الشام، وجبهة النصرة، ولهذه الفصائل ارتباط مباشر بقياداتها"، مركزا على أن التنسيق موجود بين مختلف مناطق سوريا.
وأكد أبو سعيد أنه لم يتم استبعاد أي فصيل من التشكيل، وأن الباب مفتوح للجميع، وذلك ردا على ما تردد عن عدم قبول حركة المثنى الإسلامية. وشدد على أن انضمام فصائل أكثر يزيد من قوة الجيش وتحقيق أهدافه، مشيرا إلى أن سيحاول أن يكون له دور كبير في "عاصفة الجنوب" لتحرير مدينة درعا.
في المقابل، بادرت فصائل تابعة لتشكيل
الجبهة الجنوبية، على رأسها الجيش الأول وفرقة فلوجة حوران، إلى إصدار بيانات تندد بجيش الفتح، وأنها لن تتعاون معه، وأن الجبهة الجنوبية هي الأساس صاحبة الانتصارات في المنطقة، وهي التي تعمل لصالح الشعب السوري، وفق هذه الفصائل.
من جهتهم، لفت نشطاء إلى أن فصائل جيش الفتح في الجنوب هي الفصائل ذاتها التي تحارب لواء شهداء اليرموك المقرب من تنظيم الدولة.
وفي السياق ذاته قال أبو سعيد: "المعارك الدائرة بين بعض فصائل جيش الفتح وتنظيم الدولة هي معارك قديمة بعض الشيء، ولا علاقة لها بتشكيل جيش الفتح، بل على العكس، فعندما تم إعلان جيش الفتح قام تنظيم الدولة ممثلا بلواء شهداء اليرموك بمهاجمة مقرنا في بلدة تسيل، ولا تزال معاركنا معهم مستمرة".
من جهته، ذكر المتحدث الرسمي باسم حركة المثنى الإسلامية، أبو شيماء أن الحركة كانت عنصرا أساسيا من عناصر جيش الفتح الذي كانت فكرته متداولة منذ فترة، لكن المشكلات الجانبية الأخيرة بين الحركة وجبهة النصرة، ومواقف حركة المثنى من محاربة النصرة للواء شهداء اليرموك، حالت دون وجود الحركة ضمن مكونات جيش الفتح.
وكشف المتحدث، لـ"
عربي21"، أن أبو محمد المقدسي، الذي انشق عن حركة المثنى وانضم إلى تنظيم الدولة، تبين أنه كان أمنيا لدى جبهة النصرة، ودخل في صفوف الحركة لأسباب لم يتم الكشف عنها بعد، موضحا أنه من الطبيعي أن يكون بين الفصائل عناصر وقياديون موالون لجبهة النصرة أو تنظيم الدولة، ورأى أن هذا الأمر هو ما يثبت براءة حركة المثنى من علاقتها بتنظيم الدولة أو غيره.
وأشار أبو شيماء، من جهة أخرى، إلى أن تأخير عملية "عاصفة الجنوب" ليس من جانب الحركة، بل هو من بعض الفصائل التي تحاول تأخير العمل، وربما إفشاله، لكن في حال لم يتم الإعلان عن بدء معركة تحرير مدينة درعا خلال هذا الأسبوع فإن "جيش عمر" جاهز، وسيتم الإعلان عنه، وإعلانه للمعركة أيضا، حسب قوله.