ناقش الباحث سايمون هندرسون، مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في
معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، ضعف منظمة
أوبك، وارتباط ذلك بالواقع الحالي للمملكة العربية السعودية، في أثناء استعداد وزراء "أوبك" للاجتماع في فيينا.
واستبعد هندرسون في تحليله السياسي لمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى رجوع أسعار
النفط إلى 100 دولار للبرميل، مع مواجهة زيادة إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة، مما دفع منظمة أوبك، بقيادة المملكة العربية السعودية، لاتباع استراتيجية تهدف للحفاظ على حصتها في السوق.
ومع ترحيب السعودية لخفض العائدات لكبار منتجي النفط الآخرين مثل روسيا وإيران، إلا أن انخفاض الأسعار يمثل إشكالية للمملكة التي تعتمد ميزانيتها الوطنية على أساس سعر تقديري يزيد عن 100 دولار للبرميل، مما دفع الرياض لإصدار سندات للمرة الأولى منذ عام 2007 لتخفيف الضغط الهبوطي على الاحتياطات الأجنبية، وفقا لمسؤول في صندوق النقد الدولي، بحسب هندرسون.
وتابع هندرسون بأن حرب اليمن شكلت عبئا على الميزانية السعودية، إذ إن الرياض تقدم غالبية القوة النارية والجهد الأكبر ضمن التحالف العربي الذي يقاتل الحوثيين، ويسعى لإعادة السلطة للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، إلا أن الوضع مأزق في المعركة وأكثر من نصف السكان يواجهون مجاعة محتملة، بالإضافة لضغوطات الدعم المالي لمصر والبحرين وثوار سوريا.
ونقل هندروس تركيز وزير النفط السعودي
علي النعيمي على تصوير سياسة الحفاظ على شريحة السوق على أنها نجاح، بقوله للصحفيين في فينا "الطلب يزداد على النفط، وهذا جيد! العرض يتباطأ، وهذا هو الواقع"، بالرغم من أنه قد لا يكون مرتاحا خصوصا بحسب ما بدا عليه في 1 حزيران/ يونيو باجتماع مجلس الوزراء، بالإضافة لفقدانه منصبه لصالح ولي ولي العهد، الذي يصغره بخمسين عاما، الأمير محمد بن سلمان.
واختتم هندرسون تحليله بالقول إن بعض المراقبين يركزون على احتمال أن يكون اجتماع أوبك هو الأخير بالنسبة للنعيمي، في حين أن الأزمة الحقيقية هي إمكانية المملكة في الحفاظ على دورها القيادي الإقليمي الأكثر حسما إذا ظلت أسعار النفط بهذا الشكل.