تروي "أم يمان" التي أُبلغت قبل أيام قليلة بوفاة ابنها، وضرورة استلامها لهويته فقط من الاستخبارات السورية بدمشق، بعد مرور ثلاث سنوات على اعتقاله، كيف تعرضت للابتزاز المادي من قبل مكتب شريف شحادة عضو مجلس الشعب السوري في
طرطوس.
تقول "أم يمان" في تصريح لصحيفة "
عربي21"، إن ابنها "يمان" البالغ من العمر 19 عاما، اعتقل من قبل مفرزة العسكري عقب مجزرة بلدة
البيضا الواقعة على الساحل السوري في الشهر الرابع من عام 2012، حيث تظاهر عدد من الشبان تنديدا بالمجزرة، فقام الأمن بتصوير المتظاهرين، ليقوم فيما بعدها بتفجير منازلهم الواقعة في الأحياء السنية.
وتشير أم يمان إلى أن من بين البيوت التي قام الأمن بتفجيرها، منزل صديق يمان في أول حيهم بالبيضا، حيث ذهب يمان لمساعدة صديقه في إخماد الحريق الذي اندلع في المنزل عقب التفجير، لتأتي على الفور سيارة أمنية لتمسك به وبصديقه صاحب المنزل وعدد من الشبان من أمام المنزل.
وتضيف والدموع على وجنيتها ألما على فقدان ابنها الوحيد قائلة: "لدى مراجعة صهري لمفرزة أمن الدولة، الجهة التي قامت بالقبض على يمان، قالوا له إنه مطلوب للخدمة الإلزامية، مع أنه وحيد، وفي اليوم التالي فوجئنا جميعا باتهامه هو وصديقه صاحب المنزل بتفجير المنزل".
وبالرغم من عدم مصداقية الرواية، لأن الجميع يعلم في ذاك الحين أن الشبيحة من الأحياء العلوية، هم من قاموا بتفجير منازل أهل السنة، وبخاصة الذين تظاهروا رفضا لمجزرة البيضا التي وقعت في الأول من الشهر نيسان/ أبريل عام2012، وأيضا كيف يمكن لشاب أن يقدم على تفجير منزله؟.
وتتابع أم يمان قصتها بحرقة: "بعد مراجعات متكررة لمفرزة الأمن العسكري في بانياس، قالوا لنا لقد تم تحويله إلى طرطوس لتبدأ رحلة الابتزاز من قبل شريف شحادة عضو مجلس الشعب، والذي يملك مكتب طوفان، لابتزاز أهالي المعتقلين لدى الأفرع الأمنية".
في مكتب طوفان التابع لشريف شحادة، بدأت قصة النصب والابتزاز على ذوي يمان، حيث قامت عائلة يمان بدفع ما يعادل 30 ألف دولار مقابل الكشف عن مصيره، وقيل لهم إنه تم تحويله لإدارة استخبارات أمن الدولة في
دمشق.
وتتابع أم يمان الحديث لـ"
عربي 21" عن رحلة العذاب للبحث عن ابنها المعتقل في أقبية الأفرع الأمنية السورية: "لم يكتف شريف شحادة بابتزازنا، بل تعدا الأمر لـ"علي مملوك" في طرطوس، حيث قمنا بالدفع لسماسرة مملوك 10 آلاف دولار مقابل الحصول على شيء من يمان، وهو ما حصل لكن يمان بقي خلف القضبان، دون أن يسمح لنا برؤيته، واعدا إيانا بالعمل على إطلاق سراحه مقابل مبلغ مالي كبير.
وعقدت أم يمان أملها على مرسوم العفو الذي أصدره بشار الأسد في أواخر عام 2012 علها تحظى برؤية ابنها، لكن لا جدوى من تلك المراسيم التي كما تقول كانت "مخصصة لأصحاب الجرائم، ولابتزاز أهالي المعتقلين"، حيث تشير إلى قيام المحامي "حسن، ع" من طرطوس، بأخذ مبلغ 500 ألف ليرة سوري كتوكيل، وبعد عدة أيام عاد ليطلب 30 ألف دولار، كي يقوم بتقديم دور إضبارة يمان، ليذهب إلى دمشق، بعد أخذه الأموال دون أن يأتي حتى الآن.
أبلغت العائلة في أواخر الشهر الماضي بضرورة مراجعة إدارة الشرطة العسكرية في دمشق، لتحصل من قبل مساعد هناك على هوية الابن دون جسده، حيث قال لهم المساعد بنبرة هادئة بحسب أم يمان: "لقد توفي يمان منذ أشهر بمرض فجائي لم يحدد هويته".
وترجح أم يمان في ختام حديثها لــ"
عربي 21" أن يكون "قد صفي ابنها في مشفى (المجتهد)"، حيث حصلت على وثيقة تفيد بـ"دخوله ذاك المشفى في الشهر الرابع من العام الماضي، وخروجه ميتا بعد يوم من دخوله المشفى".