هاجم
معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى الحركات الإسلامية بجميع أطيافها وتياراتها السياسية والفكرية؛ زاعمًا أنّها لا تحترم القيم العالمية.
وفي مقالة نشرها المعهد وطالعتها صحيفة "
عربي21"، أشار إلى أن ما تشترك فيه كل من جماعة الإخوان المسلمين وتنظيمي الدولة والقاعدة في الأساس هي "أيديولوجية غير ليبرالية لا تحترم القيم العالمية ولا تتبناها"، على حد وصفه.
واتخذ المعهد، وهو معروف بأنه الذراع الفكري للوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، من حادثة الهجوم الأخير على مسابقة الرسوم المتحركة المتعلقة بالنبي محمد في دالاس والاقتراحات اللاحقة التي كتبها النقاد والسياسيون، نقطة ارتكاز لهجوم لاذع على
الإسلام السياسي والحركات والجماعات والأحزاب المنبثقة عنه، ومنطلقًا لإثارة "تساؤل مسموم"، هو: هل الإسلام يتوافق مع الغرب؟
ونوه المعهد إلى أن مثل هذا السؤال يرتكز على افتراض مضلل بشكل أساسي. فالإسلام لا يعني الإسلام السياسي، بل إن الإسلام هو الإيمان؛ والإسلام السياسي هو أيديولوجية متطرفة وعنيفة أحيانا وغير تاريخية، تسعى إلى كسب شرعيتها عبر الإسلام، وتركّز جهود التجنيد التي تقوم بها على المسلمين. ويهدف الإسلام السياسي إلى خلق نظام عالمي غير ليبرالي جديد يأخذ تبريره من الماضي المتخيّل والصارم من فترة الصحارى في القرن السابع الميلادي.
وقال إن العلاقة بين الإسلام والإسلام السياسي هي أقرب إلى العلاقة بين الطبقة العاملة والشيوعية في الحرب الباردة. فقد حاولت الأيديولوجية الشيوعية استخلاص شرعيتها من الطبقة العاملة وسعت إلى التحدث باسمهم. ويحاول الإسلام السياسي أن يفعل الشيء نفسه. ومع ذلك، فبما أن الشيوعية لم تمثل الملايين من الطبقة العاملة من الرجال والنساء الذين لم يتعاطفوا مع الشيوعيين، فإن الإسلام السياسي لا يمثل المسلمين في أيامنا هذه.
وانتقد المعهد الإسلاميين الجهاديين، متهما إياهم بأنهم يستخدمون العنف لنشر رسالتهم وترويع السكان لحملهم على الخضوع. ويستخدم "داعش"، على سبيل المثال، الوحشية والهمجية لإجبار الملايين في سوريا والعراق على الخضوع إلى أيديولوجيته المشوّهة، وأسلوبه الشمولي للحكومة.
ولم يتوقف معهد واشنطن عند هذا النقد؛ بل تجاوزه إلى مهاجمة جماعة "الإخوان المسلمين".. بأنها لا تمتنع عن استخدام السلطة السياسية لفرض أيديولوجيتها الصارمة على الجماهير غير المستعدة لتقبّلها، وضرب مثلا على ذلك فترة حكم الرئيس محمد مرسي في مصر، ووصفها المعهد بفترة "الاستبداد الإسلامي السياسي الآخذ في التنامي"، بحسب ما جاء في المقالة التي نشرها المعهد وطالعتها صحيفة "
عربي21".
وهاجم المعهد حزب العدالة والتنمية التركي، رغم النجاحات التي حققها والنمو الاقتصادي الهائل أثناء حكمه؛ زاعمًا أنه استغل شعبيته لتقويض الوسائل الديمقراطية المسؤولة عن تحقيق التوازن بين السلطات، بما فيها دستور البلاد العلماني ووسائل الإعلام والمحاكم وجماعات الضغط التجارية.
وختم المعهد هجومه على الإسلاميين بالقول، إنّهم لا يمثلون الإسلام، بغض النظر عما إذا كانوا ينتمون للإخوان المسلمين أو تنظيمي
القاعدة والدولة.