أعلن حزب نداء
تونس، الحاكم فيها، تعيين محسن مرزوق أمينا عاما للحزب خلفا للطيب البكوش، وزير الخارجية الحالي.
وجاء في نص البيان الذي نشره الحزب على صفحته على "فيسبوك" أن المكتب السياسي، المنعقد مساء الأربعاء، قرر بالإجماع تعيين مرزوق أمينا عاما، كما تم الترشح لمنصب نائب رئيس الحزب، ليتم انتخاب كل من الطيب البكوش وفوزي اللومي وحافظ قائد
السبسي، نجل الرئيس، لشغل هذا المنصب.
ويأتي هذا البيان لينهي جدلا واسعا شهده الحزب إثر قرار المكتب ذاته بعدم الجمع بين الوظائف التنفيذية في الدولة والوظائف التنفيذية في الحزب، وهو قرار يهم كلا من وزير الشؤون الخارجية الطيب البكوش، ووزيرة السياحة وأمينة مالية الحزب سلمى اللومي، و الوزير المكلف بالعلاقة مع مجلس نواب الشعب والناطق الرسمي باسم الحزب لزهر العكرمي، ومستشار رئيس الجمهورية والمكلف بالعلاقات الخارجية في
نداء تونس محسن مرزوق.
وعلى عكس ما تم تداوله في كواليس الساحة السياسية في تونس، حول تمسك البكوش بمنصب الأمين العام حتى وإن كان الثمن التفريط في منصبه في وزارة الخارجية، وأنه اقترح تعيين نائب له بدل سحب المنصب منه، يبدو أن البكوش اختار منصب نائب رئيس الحزب في إطار تسوية قد تتوضح ملامحها خلال الأيام القادمة.
ويكتسي منصب الأمانة العامة أهمية كبرى داخل نداء تونس، في خضم الاستعداد لعقد مؤتمره التأسيسي الذي سيفضي لانتخاب هياكله الوسطى والمركزية، ما قد يغير موازين القوى الحالية داخله.
كما تذهب بعض القراءات إلى أن هذا المنصب يعدّ مفتاحا لخوض
انتخابات رئاسية محتملة، في حال تعذر على السبسي مواصلة مهامه، أو لرئاسة الحكومة القادمة في حال تقرر الاستغناء عن الحبيب الصيد، خاصة مع تصاعد الأصوات الناقدة لمردود حكومته من داخل الائتلاف الحاكم ذاته.
ومحسن مرزوق هو حقوقي وجامعي حاصل على شهادة الإجازة في العربية، و حاصل على شهادة التعمّق في مجال علم الاجتماع، وماجستير اليونسكو في العلاقات الدولية من جمعية الدراسات الدولية بتونس. وينتمي فكريا إلى الشق اليساري داخل نداء تونس، وكان مديرا للحملة الانتخابية الرئاسية للباجي قائد السبسي، ثم مستشارا رئاسيا، له قبل أن يغادر قصر قرطاج تمهيدا لقرار تعيينه أمينا عاما.
ويشهد نداء تونس، منذ إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية في شهر تشرين الأول/ أكتوبر، صراعات حادة تغيرت عناوينها من صراع الروافد المكونة للحزب، وخاصة بين الرافد الدستوري (التجمع الدستوري السابق) والرافد اليساري (المسيطر على القرار فيه) إلى صراع بين الزعامات أو التيارات، خاصة مع ظهور "التيار التصحيحي" الذي يقوده نجل السبسي.