أمرت نيابة قسم أول 6 أكتوبر، جنوب الجيزة، الأربعاء، بحبس الأستاذ بكلية الشريعة بالجامعة الإسلامية في ماليزيا،
رجب أبو مليح، أربعة أيام على ذمة التحقيقات، بدعوى أنه "تكفيري"، حاول استقطاب عدد من شباب الإخوان للسفر إلى الخارج، وتلقى
تدريبات عسكرية هناك، بعد أن تلقى تدريبات خارج مصر، فضلا عن تورطه في تفجير أبراج كهرباء بمصر!
وقال بيان أصدرته وزارة
الداخلية المصرية، الثلاثاء، واطلعت عليه صحيفة "
عربي21" "إنه تم القبض على المتهم رجب أبو مليح محمد، 55 سنة، أستاذ بكلية الشريعة بالجامعة الإسلامية بماليزيا، ومشرف وحدة الفتوى بموقع "إسلام أونلاين.نت" سابقا، بإذن مسبق من النيابة العامة، بعد مذكرة معلومات، تم عرضها على النيابة، تفيد بانضمامه لجماعة الإخوان، وتدريبه عناصر تابعة لها بالخارج، وتواصله مع قيادات لها، وتمويل عناصرها بالداخل. وتنتفيذا للإذن تم ضبطه، وبمنزله 14 كتابا مؤيدا لفكر الجماعة، وبتحرير محضر الواقعة، اعترف المتهم، وفقا لمحضر الشرطة، بانتمائه للجماعة، وتمويلها".
ولم تمر سوى 24 ساعة فقط على هذا البيان، حتى جاء في جريدة "الأهرام" المصرية، الأربعاء، خبر يقول "حبس تكفيري استقطب شباب الإخوان لتلقي تدريبات عسكرية بالخارج".
وذكر الخبر أن أجهزة الأمن بالجيزة، وردت إليها معلومات بتواجد المتهم داخل منزله بمنطقة الشيخ زايد بأكتوبر، وتبين أن رجب أبو مليح، متورط في تفجير أبراج الكهرباء، واستهداف المباني الشرطية، وعثر بحوزته على منشورات تناهض الجيش، ورجال الشرطة.
وأضافت "الأهرام" أنه تم تشكيل فريق بحث لتحديد مكان اختفاء المتهم، حيث توصلت التحريات إلى أنه استأجر شقة بإحدى العمارات بالشيخ زايد، وقام بتخزين منشورات بداخلها، وأنه كان يتردد عليه بقية زملائه لتنفيذ تلك المخططات التفجيرية، وأن قوات الأمن قامت بمداهمة الشقة، والقبض على التكفيري المتهم، وتم التحفظ على المنشورات، بالإضافة إلى جواز سفر، وقد أحيل المتهم إلى النيابة التي أمرت بحبسه أربعة أيام على ذمة التحقيقات.
وفي سياق متصل، ذكرت تقارير صحفية أن رئيس النيابة باشر التحقيق مع المتهم، ونسب له تهمتي الانضمام لجماعة إرهابية، وتمويل عناصرها، لكنه أنكر الاتهامات تماما، فواجهته النيابة بنشاط نجله السياسي، وأنه سبق ضبطه في مظاهرات مؤيدة للجماعة، فنفى علمه بذلك، مؤكدا أنه عالم دين لا علاقة له بالسياسة، والتظاهر، والتخريب.
وأمرت النيابة بالتحفظ على الكتب المضبوطة بمنزله، وإجراء تحريات جهاز الأمن الوطني، للتأكد من صحة الاتهامات المنسوبة له، فيما لم تصدر النيابة قرارا بشأن نجل المتهم، انتظارا لورود نتائج التحريات الأمنية، وتقديم أدلة -إن وجدت- بشأن اتصالات المتهم، ولقاءاته داخل مصر، وعلاقته بعناصر الجماعة، ونشاطها الإجرامي، وفق التقارير.
آخر نكتة... الإرهابي رجب أبو مليح
من جهته، علق عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، مسعود صبري، على القبض على الدكتور رجب أبو مليح، في مقال له، الأربعاء، بعنوان: "آخر نكتة... الإرهابي رجب أبو مليح"، قائلا: إن القبض على فضيلة الدكتور رجب أبو مليح، بدعوى أنه تكفيري، وأنه قام بتدريب أفراد إرهابيين، هو نوع من الكذب والتدليس، واتهام يعلم من قام به أنهم كذبة أشرار، فالرجل أستاذ جامعي كان يعمل بماليزيا أستاذا للدراسات الإسلامية، نزل لمصر، فتم القبض عليه، واتهم بتلك الافتراءات الكاذبة.
وأضاف مسعود: "عاشرته سنين عددا، فما وجدته إلا من أزكى الناس نفسا، وأطيبهم قلبا، ومن أسلم من رأيت، لم يكن فيه أدنى نزعة للتطرف والعنف، بل كل من عاشره وجده مسالما".
وتابع: "صحبته في زيارات رسمية، منها زيارتان للدكتور أحمد الطيب، مرة يوم أن تولى الإفتاء، حتى ننسق بين دار الإفتاء المصرية، وموقع إسلام أونلاين في الإفتاء، وقد كان شيخ الأزهر يتصل بنا حتى نرسل له فتاوى العلماء الوسطيين، خاصة فتاوى العلامة الشيخ القرضاوي، وكان يقول لنا: "لا أريد أن أخالف فتوى الشيخ القرضاوي".
وأضاف مسعود: "الزيارة الثانية له، يوم أن كان رئيسا لجامعة الأزهر، حتى نتعاون علميا في نشر بحوث الجامعة عندنا بالموقع، مع المغفور له بإذن الله، الدكتور هاني عطية، كما كنا نتعامل مع الدكتور علي جمعة قبل، وبعد توليه الإفتاء".
وتساءل هل انقلب الدكتور الذي يعرفه قادة الأزهر من يوم وليلة إلى تكفيري وإرهابي لمجرد أنه سافر إلى ماليزيا، أو أن له انتماء معينا؟!
واستطرد مسعود "تلك السقطات الأخلاقية تسقط دولة الإرهاب التي لم تفلح في القضاء على الإرهاب الحقيقي، وتتهم رموز الوسطية الإسلامية من العلماء والدعاة بما تقوم هي به، فرج الله تعالى كرب جميع المظلومين، وحمى مصر من كل جبار عنيد".
تأجيل منع سيف عبد الفتاح من السفر
إلى ذلك، أجلت الدائرة الأولى بمحكمة القضاء الإداري، الأربعاء، نظر الدعوى المقامة من محمود أبو العينين، المحامي، وكيلا عن أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الدكتور سيف عبد الفتاح، التي يطالب فيها بوقف تنفيذ وإلغاء قرار منع موكله من السفر لجلسة 16 حزيران/ يونيو لتقديم المستندات.
وقال أبو العينين في دعواه إن قرار منع موكله من السفر مخالف للقانون. وكان عبد الفتاح أعلن أن سلطات الأمن بمطار القاهرة الدولي منعته من السفر إلى ماليزيا، دون إبداء أسباب.
وأوضح أنه وجهت له دعوة لحضور مؤتمر علمي بإحدى جامعات ماليزيا، ونظرا لأهمية المؤتمر قرر قبول الدعوة، وقطع تذكرة "الذهاب والعودة"، إلا أن جوازات المطار أوقفته، وأبلغته بمنعه من السفر، دون إبداء أسباب.