"لا بد لواشنطن من دفع ثمن، يتمكن من خلاله الرئيس الأمريكي باراك أوباما من تهدئة مخاوف الدول
الخليجية حول الصفقة النووية
الإيرانية المفترضة، ليضمن بذلك عدم زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة".
هذا ما توصل إليه سايمون
هندرسون مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن، المهتم بالمصالح الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط ، وذلك في تقرير له تحت عنوان "التودد إلى دول مجلس التعاون الخليجي، من الرياض إلى باريس إلى
كامب ديفيد".
يرى هندرسون في تقريره الذي نشره "معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدني"، واطلعت عليه "عربي21" أنه "وسط موجة من الأخبار المتضاربة التي تتحدث عمّا يمكن أن تقدمه واشنطن لتهدئة مخاوف دول الخليج العربي حول الصفقة النووية المفترضة مع إيران، عُقدت في هذا الصدد قمة تحضيرية في الرياض في 5 أيار/ مايو، وشارك فيها إلى جانب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند خمسة زعماء من دول مجلس التعاون الخليجي، حيث حضر كل من زعماء السعودية والكويت والبحرين وقطر والإمارات العربية المتحدة، وممثلا عن سلطنة عمان".
بيد أن المحلل الأمريكي ذهب إلى القول إن "الدول الخليجية تسعى لانتزاع ضمانات أمريكية، بناء على البيانات العلنية التي قد تصدر من محادثات كامب ديفيد في 13-14 أيار/ مايو، تجنب قادتها توجيه انتقادات حادة لإيران على غرار تلك التي صدرت من العواصم الخليجية خلال الأشهر الأخيرة، وتجنب تكرار عدم رضاهم من واشنطن، الناتج عن فشل الولايات المتحدة في معاقبة سوريا بسبب استخدامها الأسلحة الكيماوية، وعن قلقهم من أنّ الاتفاق مع إيران لن يؤدي سوى إلى تأكيد مكانة إيران بصفتها دولة تمتلك رادعا نوويا عوضا عن الحد من قدراتها".
لكن ورغم ذلك، اعتبر هندرسون أن "قادة دول الخليج يفضلون على الأرجح استخدام محادثات كامب ديفيد للتأكيد على تحالفاتهم مع الولايات المتحدة بدلا من توسيع خلافاتهم معها".
إزاء ذلك، وبحسب ما جاء في التقرير، فإنه "مع ما تعكسه الدول الخليجية من مخاوف حقيقة خلف النشاط الإيراني، سواء في ملف الاتفاق النووي، أو محاولات التدخلات المتمثلة في سوريا ولبنان والعراق واليمن، تفضل العواصم الخليجية الحرص على بناء علاقات متوازنة مع إيران، وتأسيس علاقات طبيعية معها قوامها احترام أسس ومبادئ حسن الجوار.
وحول القضية النووية، أعربوا عن أملهم في أن يؤدي الاتفاق الإطاري المبدئي إلى "اتفاق نهائي شامل يضمن سلمية البرنامج النووي الإيراني".
واعتبر التقرير أن "أنظار زعماء الخليج متجهة إلى لقاء الرئيس الأمريكي أوباما، في قمة كامب ديفيد، متمنين أن تسهم المباحثات في تعزيز العلاقات الوثيقة مع الولايات المتحـدة في ظل التطورات والأحداث الجارية، وبما يعزز أمن واستقرار المنطقة، في ظل التدخلات الإيرانية السلبية في المنطقة".
وختم المحلل هندرسون تقريره بالقول إنه إذا "حافظت واشنطن على موقفها المتمثل بأن إيران ستكون أقل خطورة بوجود اتفاق نووي، فإن ذلك لن يؤدي سوى إلى تأكيد أسوأ مخاوف دول الخليج حول التهديد الإيراني، الذي لا يمكن لأي اتفاق تسليح جديد مع الولايات المتحدة أن يعوّضه".